فما تخلل فليلفظ، وما لاك بلسانه فليبتلع من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج، ومن أتى الغائط فليستتر فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيبا من رمل فليستدبره فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج وفي إسناده أبو سعيد الحبراني الحمصي الراوي عن أبي هريرة. قال أبو زرعة الرازي: لا أعرفه. وقيل: إنه صحابي، قال الحافظ: ولا يصح، والراوي عنه حصين الحبراني وهو مجهول. وقال أبو زرعة: شيخ.
وذكره ابن حبان في الثقات. وذكر الدارقطني الاختلاف فيه في العلل، وقد أخرج الحديث ابن حبان والحاكم والبيهقي وهو يدل على مشروعية الايتار في الكحل، وظاهره عدم الاقتصار على الثلاثة إلا أن يقيد الايتار بما سيأتي من فعله صلى الله عليه وآله وسلم. قال ابن رسلان: وفي كيفية الوتر في الاكتحال وجهان: أحدهما أن يضع في كل عين ثلاث مرات وهذا هو الأصح لحديث ابن عباس الآتي والثاني يضع في اليمنى ثلاث مرات وفي اليسرى مرتين فيكون المجموع وترا، أو في عين ثلاث مرات وفي عين أربع مرات.
وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت له مكحلة يكتحل منها كل ليلة ثلاثة في هذه وثلاثة في هذه رواه ابن ماجة والترمذي وأحمد. ولفظه:
كان يكتحل بالإثمد كل ليلة قبل أن ينام، وكان يكتحل في كل عين ثلاثة أميال.
الحديث حسنه الترمذي وقال: إنه روي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال عليكم بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر ثم ذكر أنها كانت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم مكحلة الخ، وساق الحديث عن علي بن حجر ومحمد بن يحيى عن يزيد بن هارون عن عثمان بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس قال: وفي الباب عن جابر وابن عمر. والحديث يدل على استحباب أن يكون الاكتحال في كل عين ثلاثة أميال وأن يكون بالإثمد وهو بالكسر حجر للكحل معروف، وأن يكون في كل ليلة، وأن يكون عند النوم. وقد أخرج أبو داود من حديث ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خيار ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم، وإن خير أكحالكم الإثمد يجلو البصر وينبت الشعر وأخرجه الترمذي وابن ماجة مختصرا وليس فيه ذكر الكحل. وفي رواية الطبراني فإنه منبتة للشعر