وخمسين ومائتين وعمره اثنتان وستون سنة الا ثلاثة عشر يوما ولم يعقب ولدا ذكرا رحل في طلب العلم محدثي الأمصار وكتب بخرسان والجبال والعراق والحجاز والشام ومصر وأخذ الحديث عن جماعة من الحفاظ منهم مكي بن إبراهيم البلخي.
وعبدان بن المروزي. وعبد الله بن موسى العبسي. وأبو عاصم الشيباني. ومحمد بن عبد الله الأنصاري. ومحمد بن الفريابي. وأبو نعيم الفضل بن دكين. وعلي بن المديني وأحمد بن حنبل. ويحيى بن معين وإسماعيل بن أبي أويس المدني وغير هؤلاء من الأئمة وأخذ الحديث عنه خلق كثير قال الفربري سمع كتاب البخاري تسعون ألف رجل فما بقي أحد يروى عنه غيري قال البخاري خرجت كتاب الصحيح من زهاء ستمائة ألف حديث وما وضعت فيه حديثا الا وصليت ركعتين. وله وقائع وامتحانات وما جريات مبسوطة في المطولات من تراجمه * وأما مسلم فهو أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيشابوري أحد الأئمة الحفاظ ولد سنة أربع ومائتين كذا قاله ابن الأثير وقال الذهبي في النبلاء سنة ست وتوفي عيشة يوم الأحد لست أو لخمس أو لأربع بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين وهو ابن خمس وخمسين سنة. رحل إلى العراق والحجاز والشام ومصر وأخذ الحديث عن يحيى بن يحيى النيشابوري. وقتيبة بن سعيد. وإسحاق بن راهويه. وعلي بن الجعد. وحمد بن حنبل وعبد الله القواريري. وشريح بن يونس. وعبد الله بن القعنبي. وحرملة بن يحيى. وخلف بن هشام وغير هؤلاء من أئمة الحديث. وروى عنه الحديث خلق كثير منهم إبراهيم بن محمد بن سفيان وأبو زرعه وأبو حاتم. قال الحسن بن محمد الماسرجسي سمعت أبي يقول سمعت مسلما يقول صنف المسند الصحيح من ثلاثمائة الف حديث مسموعة قال محمد بن يعقوب الأخرم قلما يفوت البخاري ومسلما مما ثبت في الحديث حديث. وقال الخطيب أبو بكر البغدادي إنما قفا مسلم طريق البخاري ونظر في علمه وحذا حذوه * وأما أحمد بن حنبل فهو الامام الكبير المجمع على إمامته وجلالته أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال الشيباني رحل إلي الشام والحجاز واليمن وغيرها وسمع من سفيان بن عيينة وطبقته وروي عنه جماعة من شيوخه وخلائق آخرون لا يحصون منهم البخاري ومسلم قال أبو زرعة كانت كتب أحمد بن حنبل اثني عشر حملا وكان يحفظها على ظهر قلبه وكان يحدث الف الف حديث ولد في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة وتوفى سنة إحدى وأربعين ومائتين علي الأصح وله