ابن وهب بلفظ: فأخذ لأذنيه ماء خلاف الماء الذي أخذ لرأسه وقال: هذا إسناد صحيح، لكن ذكر الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد في الامام أنه رأى في رواية ابن المقبري عن ابن قتيبة عن حرملة بهذا الاسناد ولفظه: ومسح برأسه بماء غير فضل يديه لم يذكر الاذنين، قال الحافظ قلت: كذا هو في صحيح ابن حبان عن ابن سلم عن حرملة، وكذا رواه الترمذي عن علي بن خشرم عن ابن وهب. وقال عبد الحق: ورد الامر بتجديد الماء للأذنين من حديث نمران بن جارية عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتعقبه ابن القطان بأن الذي في رواية جارية بلفظ: خذ للرأس ماء جديدا رواه البزار والطبراني وروي في الموطأ عن نافع عن ابن عمر: أنه كان إذا توضأ يأخذ الماء بأصبعيه لأذنيه وصرح الحافظ في بلوغ المرام بعد أن ذكر حديث البيهقي السابق أن المحفوظ ما عند مسلم من هذا الوجه بلفظ: ومسح برأسه بماء غير فضل يديه وأجاب القائلون أنهما يمسحان بماء الرأس بما سلف من إعلال هذا الحديث: قالوا: فيوقف على ما ثبت من مسحهما مع الرأس كما في حديث ابن عباس والربيع وغيرهما. قال ابن القيم في الهدي: لم يثبت عنه أنه أخذ لهما ماء جديدا وإنما صح ذلك عن ابن عمر.
باب مسح ظاهر الاذنين وباطنهما عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما رواه الترمذي وصححه والنسائي: مسح برأسه وأذنيه باطنهما بالمسبحتين وظاهرهما بإبهاميه.
وصححه ابن خزيمة وابن منده وأخرجه ابن ماجة والحاكم والبيهقي بألفاظ مقاربة للفظ الكتاب. قال ابن منده ولا يعرف مسح الاذن من وجه يثبت إلا من هذه الطريق. قال الحافظ: وكأنه عني بهذا التفصيل والوصف. وفي المستدرك للحاكم من حديث الربيع بنت معوذ باللفظ الذي مر في باب مسح الرأس كله. وأخرجه أيضا من حديث أنس مرفوعا والصواب أنه عن ابن مسعود موقوفا. وأخرج أبو داود والطحاوي من حديث المقدام بن معد يكرب أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مسح في وضوئه رأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما وأدخل أصبعيه في صماخي أذنيه قال الحافظ: وإسناده حسن، وعزاه النووي تبعا لابن الصلاح إلى النسائي وهو وهم. وفي الباب عن عثمان عند