مذهبة للقذى مصفاة للبصر. وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة رواه النسائي.
وأخرجه أيضا أحمد وابن أبي شيبة والحاكم من حديثه، وفي إسناده في سنن النسائي سيار بن حاتم وسلام بن مسكين، ومن طريق سيار رواه أحمد في الزهد والحاكم في المستدرك. ومن طريق سلام أخرجه أحمد وابن أبي شيبة وابن سعد والبزار وأبو يعلى وابن عدي في الكامل وأعله به والعقيلي في الضعفاء كذلك. وقال الدارقطني في علله: رواه أبو المنذر سلام بن أبي الصهباء وجعفر بن سليمان، ورواه عن ثابت عن أنس وخالد بن حماد بن زيد عن ثابت مرسلا، وكذا رواه محمد بن عثمان بن ثابت البصري والمرسل أشبه بالصواب. وقد رواه عبد الله بن أحمد في زيادات الزهد عن أبيه من طريق يوسف بن عطية عن ثابت موصولا أيضا، ويوسف ضعيف، وله طريق أخرى معلولة عند الطبراني في الأوسط عن محمد بن عبد الله الحضري عن يحيى بن عثمان الحربي عن الهبل بن زياد عن الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس مثله، قال الحافظ في التلخيص: إن إسناده حسن وقال في تخريج الكشاف: والتلخيص ليس في شئ من طرقه لفظ ثلاث بل أوله عند الجميع حبب إلي من دنياكم النساء الحديث وزيادة ثلاث تفسد المعنى، على أن الامام أبا بكر بن فورك شرحه في جزء مفرد بإثباتها، وكذلك أورده الغزالي في الاحياء واشتهر على الألسنة انتهى، وإنما قال: إن زيادة لفظ ثلاث تفسد المعنى لأن الصلاة ليست من حب الدنيا وقد وجه ذلك السعد في حاشية الكشاف فقال: وقرة عيني مبتدأ قصد به الاعراض من حب الدنيا وما يحب فيها، وليس عطفا على الطيب كما سبق إلى الفهم لأنها ليست من حب الدنيا. ووجه ذلك بعضهم بأن من بمعنى في، قال: وقد جاءت كذلك في قوله تعالى: * (ماذا خلقوا من الأرض) * (فاطر: 40) أي في الأرض، ورده صاحب الثمرات بأنه قد حبب إليه أكثر من ذلك نحو الصوم والجهاد ونحو ذلك من الطاعات انتهى، ومثل ما قال الحافظ قال شيخ الاسلام زين الدين العراقي في أماليه وصرح بأن لفظ ثلاث ليس في شئ من كتب الحديث وأنها مفسدة للمعنى، وكذلك قال الزركشي وغيره وقال الدماميني: لا أعلمها ثابتة من طريق صحيحة، والحديث يدل على أن الطيب والنساء محببان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد ورد ما يدل على أن الطيب محبب إلى الله تعالى، فأخرج الترمذي عن ابن المسيب أنه كان يقول: إن الله تعالى طيب يحب الطيب نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم،