وكلها ضعيفة. قوله: يشوص بضم المعجمة وبسكون الواو شاصة يشوصه وماصه يموصه إذا غسله، والشوص بالفتح الغسل والتنظيف كذا في الصحاح. وقيل: الغسل. وقيل:
التنقية. وقيل: الدلك. وقيل: الامرار على الأسنان من أسفل إلى فوق، وعكسه الخطابي فقال: هو ذلك الأسنان بالسواك والأصابع عرضا. والحديث يدل على استحباب السواك عند القيام من النوم لأنه مقتض لتغير الفم لما يتصاعد إليه من أبخرة المعدة والسواك ينظفه ولهذا أرشد إليه. وظاهر قوله من الليل ومن النوم العموم لجميع الأوقات قال ابن دقيق العيد: ويحتمل أن يخص بما إذا قام إلى الصلاة، قال الحافظ: ويدل عليه رواية البخاري بلفظ: إذا قام للتهجد ولمسلم نحوه انتهى. فيحمل المطلق على المقيد، ولكنه بعد معرفة أن العلة التنظيف لا يتم ذلك لأنه مندوب إليه في جميع الأحوال.
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يرقد ليلا ولا نهارا فيستيقظ إلا تسوك رواه أحمد وأبو داود.
الحديث أخرجه أيضا ابن أبي شيبة، وقد تقدم الكلام عليه وعلى فقهه في الذي قبله.
باب تسوك المتوضئ بأصبعه عند المضمضة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه دعا بكوز من ماء فغسل وجهه وكفيه ثلاثا وتمضمض ثلاثا فأدخل بعض أصابعه في فيه واستنشق ثلاثا وغسل ذراعيه ثلاثا ومسح رأسه واحدة وذكر باقي الحديث وقال: هكذا كان وضوء نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم رواه أحمد.
الحديث يأتي الكلام على أطرافه في الوضوء، وقد ساقه المصنف للاستدلال بقوله:
فأدخل بعض أصابعه في فيه على أنه يجزي التسوك بالإصبع. وقد روى ابن عدي والدارقطني والبيهقي من حديث عبد الله بن المثنى عن النضر بن أنس عن أنس مرفوعا بلفظ: يجزى من السواك الأصابع قال الحافظ: وفي إسناده نظر. وقال أيضا:
لا أرى بسنده بأسا وقال البيهقي: المحفوظ عن ابن المثنى عن بعض أهل بيته عن أنس نحوه. ورواه أبو نعيم والطبراني وابن عدي من حديث عائشة وفيه المثنى بن الصباح. ورواه أبو نعيم أيضا من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده وكثير ضعفوه. قال الحافظ: وأصح من ذلك ما رواه أحمد في مسنده