الرجال. ولا تدنست فطرة عرفانه بالقيل والقال. شرحا يشرح الصدور ويمشي على سنن الدليل وإن خالف الجمهور وإني معترف بأن الخطأ والزلل هما الغالبان علي من خلقه الله من عجل ولكني قد نصرت ما أظنه الحق بمقدار ما بلغت إليه الملكة.
ورضت النفس حتى صفت عن قذر التعصب الذي هو بلا ريب الهلكة. وقد اقتصرت فيما عدا هذه المقامات الموصوفات علي بيان حال الحديث وتفسير غريبه وما يستفاد منه بكل الدلالات وضممت إلى ذلك في غالب الحالات الإشارة إلي بقية الأحاديث الواردة في الباب مما لم يذكر في الكتاب. لعلمي بأن هذا من أعظم الفوائد التي يرغب في مثلها أرباب الألباب من الطلاب. ولم أطول ذيل هذا الشرح بذكر تراجم رواة الأخبار.
لأن ذلك مع كونه علما آخر يمكن الوقوف عليه في مختصر من كتب الفن من المختصرات الصغار. وقد أشير في النادر إلي ضبط اسم راو أو بيان حاله علي طريق التنبيه. لا سيما في المواطن التي هي مظنة تحريف أو تصحيف لا ينجو منه غير النبيه. وجعلت ما كان للمصنف من الكلام علي فقه الأحاديث وما يستطرده من الأدلة في غضونه من جملة الشرح في الغالب ونسبت ذلك إليه وتعقبت ما يبتغي تعقبه عليه وتكلمت علي ما لا يحسن السكوت عليه مما لا يستغني عنه الطالب كل ذلك لمحبة رعاية الاختصار وكراهة الاملال بالتطويل والاكثار. وتقاعد الرغبات وقصور الهمم عن المطولات * وسميت هذا الشرح لرعاية التفاؤل الذي كان يعجب المختار نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار والله المسؤول أن ينفعني به ومن رام الانتفاع من إخواني وان يجعله من الأعمال التي لا ينقطع عني نفعها بعد أن أدرج في أكفاني * وقبل الشروع في شرح كلام المصنف نذكر ترجمته علي سبيل الاختصار فنقول. هو الشيخ الامام علامة عصره المجتهد المطلق أبو البركات شيخ الحنابلة مجد الدين عبد الاسلام بن عبد الله بن أبي القاسم ابن محمد بن الخضر بن محمد بن علي بن عبد الله الحراني المعروف بابن تيمية قال الذهبي في النبلاء ولد سنة تسعين وخمسمائة تقريبا وتفقه علي عمه الخطيب وقدم بغداد وهو مراهق مع السيف ابن عمه وسمع من أحمد بن سكينة وابن طبر زد ويوسف بن كامل وعدة.
وسمع بحران من حنبل وعبد القادر الحافظ وتلا بالعشر علي الشيخ عبد الواحد بن سلطان. حدث عنه ولده شهاب الدين والدمياطي وأمين الدين بن شقير. وعبد الغني ين منصور. ومحمد بن البزاز. والواعظ محمد بن عبد المحسن وغيرهم وتفقه وبرع واشتغل وصنف التصانيف وانتهت إليه الا أمة في الفقه ودرس القراءات وصنف فيها أرجوزة تلا