باطل لما قد مضى وثبت ان علمي بنفسي ليس غير نفسي وانه ابدا حاصل بالفعل وهي جوهر بالحقيقة وليست من باب المضاف قال والعجب ممن يقول بهذين القولين ثم يغفل عن تناقضهما لا لموجب ثم قال والجواب الصحيح ان يقال الجوهرية ليست من الأمور الذاتية فلذلك جاز ان يبقى مجهولا كما بيناه من قبل.
أقول اما كون الجوهر ذاتيا للأنواع الجوهرية فقد صح لنا بالبرهان واما كونه مجهولا في النفس مع كونها معلومه الحقيقة لا بالكسب فله وجه آخر لم يحصله هذا الفاضل وأمثاله وهو ان الجوهر ذاتي للماهيات التي يتركب من جنس هو مفهوم الجوهر وفصل محصل له وليس الجوهر جنسا للوجودات إذ الوجود كما سبق لا جنس له ولا فصل له والعلم بالشئ إذ كان بحصول صوره زائدة حصلت عنه في ذات المدرك فذلك العلم إذا كان بكنهه فلا بد ان يكون بحده المشتمل على جنسه وفصله.
وأما إذا كان العلم به بعينه فهو وجوده المخصوص وهويته الشخصية والوجود من عوارض الماهية والماهية أيضا غير داخل في وجودها والعلم الحصولي صوره كليه ومقوماتها أيضا أمور كليه والعلم الحضوري هويته شخصية غير محتاج الحصول إلى تقدم معنى جنسي أو فصلى.
فالانسان متى رجع إلى ذاته واحضر هويته فربما غفل عن جميع المعاني الكلية حتى معنى كونه جوهرا أو شخصا أو مدبرا للبدن فانى لست أرى عند مطالعه ذاتي الا وجودا يدرك (1) نفسه على وجه الجزئية وكل ما هو غير الهوية المخصوصة التي أشير إليها بانا خارج عن ذاتي حتى مفهوم انا ومفهوم الوجود ومفهوم المدرك نفسه ومفهوم المدبر للبدن أو النفس أو غير ذلك فان جميعها علوم كليه أشير إلى كل منها بهو وأشير إلى