ذاتي بانا فالغفلة عن الجوهرية أو الجهل بها لا ينافي كونها من المحمولات الذاتية لماهية الانسان وكذا الحيوان.
ويمكن حمل كلام الشيخ على هذا ليندفع عنه التناقض المذكور فقد تبين وتحقق من تضاعيف الكلام ان النفس النباتية ليست بجسم وثبت أيضا ان بعض النفوس مما يصح لها الانفراد بذاتها وهي التي ثبت لها ادراك تخيلي بالفعل أو ادراك لذاتها وهويتها فلم يقع في جوهريتها شك كالانسان وغيره من الحيوانات التامة الحواس التي لها القوة الادراكية الباطنة كالوهم والحفظ والتخيل.
واما الحيوانات التي ليس لها الا قوه اللمس وما يقرب منها وسائر النباتات فجوهريتها كما سبق بأن المادة القريبة بوجود هذه الأنفس فيها انما هي بمزاج خاص (1) وهيئته والمادة انما تبقى بذلك المزاج ما دامت النفس موجودة لأنها التي تجعلها بذلك المزاج فان النفس لا محاله علة لتكون مادة النبات والحيوان على المزاج الذي لها وهي مبدء التوليد والتربية فالموضوع (2) القريب للنفس يمتنع ان يكون هو ما هو بالفعل الا بالنفس لا بان يتحصل أولا بسبب آخر ثم لحقته النفس لحوقا ما لاحظ له بعد ذلك في حفظ مزاجه وتقويمه وتركيبه كالحال في الاعراض اللازمة أو غير اللازمة كما زعمه بعض الناس بل أكثرهم ان المنى يتحصل أولا بصوره معدنية ثم يضاف إليها صوره نفسانية وليس كذلك فان النفس مقومه لموضوعها القريب موجده إياه بالفعل وإذا فارقت النفس فسد موضوعها القريب وزالت القوى المتشعبة منها فيه وصير الموضوع