عن المبادئ الا بسبب استعداد البدن فإذا حدث بدن باستعداده فلا بد ان يحدث عن المبادئ نفس متعلقه به فلو تعلقت به نفس أخرى مستنسخة أيضا يلزم ان يجتمع لبدن واحد نفسان وهو محال فهذه حجتهم وهي مبنية على حدوث النفس وحدوثها مبتن على ابطال التناسخ فيلزم الدور ولأجل ذلك تعجب صاحب المعتبر أبو البركات البغدادي لما ذكر هذا السؤال من ذهول المتقدمين وغفلتهم في مثل هذا المهم العظيم.
الخامس سلمنا ان النفوس لا تتناسخ لكن لم لا يجوز أن تكون قبل الأبدان موصوفه بعوارض تميز بعضها عن بعض ثم يكون عروض عارض بسبب عارض آخر قبله لا إلى نهاية.
السادس المعارضة وهي ان النفوس بعد المفارقة لا يكون تمايزها بالماهية ولوازمها وانما يكون بالعوارض لكن النفوس الهيولانية التي لم يكتسب شيئا من العوارض إذا فارقت الأبدان لا يكون فيها شئ من العوارض الا مجرد ذاتها التي كانت قبل ذلك متعلقه بأبدان متغايرة فان كفى (1) هذا القدر في وقوع التمايز فكفى أيضا كونها بحيث يحدث لها بعد ذلك التعلق بأبدان متمايزة.
وليس لاحد ان يقول ما قاله الشيخ جوابا عن ذلك من أنها وان لم تكتسب شيئا من الكمالات الا ان لكل منها شعورا بهويته الخاصة وذلك الشعور غير حاصل للنفس الأخرى.
لأنا نقول شعور الشئ بذاته هو نفس ذاته على ما ثبت في باب العلم فلو (2) اختلفا في الشعور بذاتيهما لكانا مختلفين بذاتيهما وذلك يبطل أصل الحجة.