وقوله أعرفكم بنفسه أعرفكم بربه وقوله من رآني فقد رأى الحق وقوله انا النذير العريان وقوله (1) لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل وقوله أبيت عند ربى يطعمني ويسقيني فهذه الأخبار وأمثالها تدل على شرف النفس وقربها من الباري إذا كملت وكذا قوله رب أرني الأشياء كما هي ومعلوم ان دعاء النبي ص مستجاب والعلم بالأشياء ذوات السبب كما هي لا يحصل الا من جهة العلم بسببها وجاعلها كما برهن في مقامه والمراد بالرؤية هو العلم الشهودي وكذلك دعاء الخليل ع كما حكى الله عنه في قوله رب أرني كيف تحيى الموتى ورؤية الفعل (2) لا تنفك عن رؤية الفاعل وليس في حد الجسم ومشاعره ان يرى رب الأرباب ومسبب الأسباب وقوله ص قلب المؤمن عرش الله وقوله قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمان ومعلوم ان ليس المراد هذا اللحم الصنوبري ولا أيضا إصبع الله جارحه جسمانية بل القلب الحقيقي هو الجوهر النطقي من الانسان والإصبعان هما (3) العقل والنفس الكليان أو القوتان العقلية والنفسية وقوله ص المؤمن أعظم قدرا عند الله من العرش ومعلوم ان هذه الأعظمية ليست بجسمية ولا لقوه محصورة في عضو من أعضائه وقوله ص خلق الله الأرواح قبل الأجساد (4) بألفي عام وقول
(٣٠٦)