إلى ماهية أخرى بالفعل وليس الامر كذلك فان الأشد والأضعف وان كانا متبائنين في النوعية لكن تباينهما بالماهية عندما كان الوجود حاصلا لهما بالفعل واما عند حركه الاشتدادية فللكل (1) وجود واحد شخصي زماني له ماهية واحده لها في كل آن مفروض حد من الوجود بالقوة القريبة من الفعل كما مر بيانه فالحركة في الأكوان الحيوانية مثلا لا يستلزم الا خروج المتحرك من كون حيواني إلى كون آخر حيواني لا خروج الحيواني من الحيوانية إلى غيرها كالفلكية مثلا إذ كل ما يقبل الأشد والأضعف يجوز فيه الاشتداد والتضعيف ومقوله الجوهر عندنا كمقولة الكيف في أنه يقبلهما فجاز (2) لبعض أنواعه المتعلقة بالمواد حركات الاستحالة الجوهرية فكما ان الاشتداد لا يخرج السواد إلى غير السواد بل يخرجه من نوع منه إلى نوع آخر أو من شخص فقط إلى شخص آخر اما بالقوة كما في أوساط حركه أو بالفعل كما في انتهاء حركه فكذلك (3) لا يخرج الجوهر إلى مقولة أخرى ولا إلى جنس آخر غير ما كان الا في حركات كثيره يؤدى بالمتحرك إلى غير جنسه كالسواد في تضعفه حتى يخرج من جنسه
(٢٥٨)