إلى غير جنسه وكالانسان في استكمالات نفسه حتى يصير ملكا من الملائكة أو في اعوجاجاته وتنقصاته حتى يصير شيطانا أو بهيمة ثم إن نفسية النفس وان كانت اضافه وجودية لها إلى البدن فلا يلزم من حركتها على الاطلاق لا كونها نفسا.
واما ما ذكر ان حركه النفس إذا كانت في عرض من الاعراض يلزم ان لا يكون تحركها من نحو تحريكها فلاحد ان يقول إنهم لم يدعوا الا ان المحرك للشئ المنفعل القابل للحركة لا بد وان يتحرك في ذاته وذلك لا يستلزم ان يكون حركه المتحرك من نحو حركه المحرك ولم يدعه أحد وفي كثير من الأشياء التي يحرك شيئا بان يتحرك نرى الامر على خلاف ما ذكره فالتحريكات السماوية الصادرة من نفوسها في أجرامها وضعية وهي تابعه لحركاتها النفسانية الإرادية كما اعترف به الشيخ في التعليقات وغيرها فأي محال يلزم في أن يكون تحريكات من النفس في البدن بالإحالة وغيرها وهي تابعه لحركاتها الوجودية أو الإرادية.
الخامس ان قوله ثم من المحال ما قالوه من أن الشئ يجب ان يكون مبدءا حتى يعلم ما وراه فانا نعلم وندرك بأنفسنا أشياء لسنا بمبادلها الخ.
أقول فيه ان المراد من المعلوم هو الصورة الحاضرة عند المدرك القائمة المحفوظة بحفظه إياها ولا شك ان النفس مبدء فأعلى للصور الموجودة في قواها ومداركها واما الصور العقلية المدركة للنفس فان النفس في الابتداء عند كونها عقلا هيولانيا مبدء قابلي لها وإذا صارت متصلة بالعقل الفعال كانت فاعله حافظه إياها والشيخ قد ذكر في كتاب المبدء والمعاد في فصل ذكر فيه ان العقل الهيولاني بالقوة عالم عقلي ان القوة العقلية تجرد الصورة عن المادة فتكون خالقه وفاعله للصور المعقولة وقابله لها (1) معا وقال في فصل آخر منه ان القوة العقلية تعمل في المحسوس عملا تجعله معقولا.