التحريك المكاني الإرادي الذي ينبعث من النفس بواسطة دواع خارجية وأمور لاحقه وأسباب معدة للحركة الإرادية من مكان إلى مكان جلبا للنفع أو الملائم ودفعا للضار أو المؤلم انما المراد بذلك التحريك ما يقع به حركات الاستحالية الطبيعية التي يقع بها التغذية والتنمية والنضج والإحالة وغيرها مما لا يخلو بدن الحيوان عنها لحظه وهي حركه الحياة ومقابلها سكون الموت عند انقطاع تعلق النفس عن البدن ففاعلية النفس لهذه الحركة اللازمة للحياة الحيوانية ذاتية واما فاعليتها للحركات الإرادية فهي امر عرضي بمشاركة الأسباب الخارجية ونسبه هذه إلى تلك كنسبة الكتابة إلى تصوير الأعضاء وكنسبة طبخ الطعام في القدر إلى هضم الغذاء في المعدة.
وبالجملة هذا التحريك لازم لا ينقطع من النفس ما دام البدن حيا ولا ينتهى إلى تسكين ما دامت النفس نفسا والبدن بدنا.
والثاني في قوله فقد عرفت بما سلف انه لا متحرك الا من محرك وانه ليس شئ متحركا من ذاته.
أقول حق ان كل متحرك يحتاج إلى محرك غيره لكن قد مر ان كل ما يتحرك في مقولة من المقولات الأربع العرضية يحتاج إلى محرك يفيد لها الحركة، وكل ما يتحرك في مقولة الجوهر كالطبيعة المتجددة الوجود فيحتاج إلى جاعل يجعلها متحركا (1) وقد مر الفرق بين عوارض الوجود وعوارض الماهية وكذا بين اختلاف الجهتين في الخارج كما في القوة والفعل وبين اختلافها بحسب التحليل الذهني كما في الوجود والماهية وحركه فيما يتحرك لذاته هي نحو وجوده والمحتاج في الوجود إلى الجاعل يحتاج إلى جاعل يفيد ذاته لا إلى جاعل يصفه بالوجود إذ الوجود ليس وصفا زائدا على الماهية خارجا بل ذهنا وعلى أي (2) الوجهين فحاجه كل متحرك إلى