ما يفضل عليه شيئا واحدا مع انا نميز بين القدر المساوي والقدر الفاضل وذلك يدل على أن الصورتين الخياليتين وان حصلا لشئ واحد فإنه يمكننا ان نميز بينهما وإذا كان كذلك فلا يلزم من حصول صورتي المربعين الطرفين في النفس ان لا يميز في الخيال أحدهما عن الاخر وعلى الجملة فالانسان ربما طاف العالم وشاهد البلدان ويكون مع ذلك حافظا للمجلدات فإن كان صوره كل من تلك الأمور في جزء من الدماغ متميزا عن الجزء الذي لم يرتسم فيه صوره الشئ الآخر فمن المعلوم ان القدر القليل منه لا يفي بذلك وان لم يجب ان يكون لكل صوره خيالية محل على حده بل يجوز ان يكون في محل واحد صور كثيره ومع ذلك يكون البعض متميزا عن البعض فحينئذ لا يلزم من ارتسام جميع الصور في النفس ان لا يتميز بعضها عن البعض.
واما وجه الحل فهو ان تلك الصور ليست مما كانت النفس قابله لها بل النفس فاعله وهوية كل من المربعين بأمر لازم لهويته المجعولة للنفس وليست هويه المربع الخيالي كهوية المربع الخارجي حتى يكون لها مادة جسمانية قابله للتشكلات المختلفة لأجل أسباب خارجه بل هي امر بسيط صوري لا مادة له وانما المخصص لهويته من جهة الفاعل المتخيل حتى أن الوهم (1) إذا توهم القسمة والانفكاك في مقدار موجود في الوهم إلى قسمين لم يلزم منه وجود مادة مشتركة بين ذلك المقدار وبين ذينك القسمين كما يلزم في التقسيم الخارجي لان ذينك القسمين يحصلان بمجرد انشاء الوهم من غير أن يكونا من سنخ ذلك المقدار الأول فجميع ما يتصوره الخيال أو الوهم بتوسطه ويوجد في الذهن من قبيل الانشاء والابداع من الجهات الفاعلية دون التكوين والتخليق من المخصصات القابلية وهي كصدور (2) الأفلاك من المبادئ العالية من حيث إن منشأ صدورها وتخصيصها تصورات (3) تلك المبادئ والفرق ان تصورات