أقول التحقيق ان النفس ذات نشآت ثلاثة عقلية وخيالية وحسية ولها اتحاد بالعقل والخيال والحس فالنفس عند ادراكها للمحسوسات تصير عين الحواس، والحس آله وضعية تأثرها بمشاركة الوضع فعند الاحساس يحصل أمران تأثر الحاسة وادراك النفس والحاجة إلى الحضور الوضعي انما يكون من حيث التأثر الحسى وهو الانفعال لا من حيث الادراك النفساني وهو حصول الصورة؟.
واحتجوا أيضا على أن التخيل بقوة جسمانية بحجج ثلاث:
أوليها وهي أقوى الأدلة المذكورة في هذا الباب انا إذا تخيلنا مربعا مجنحا بمربعين متساويين لكل منهما جهة معينه فلا شك في تميز كل من المربعين الطرفين عن الاخر في الخيال فذلك الامتياز اما لذاتهما أو لوازم ذاتهما أو لأمر غير لازم والقسمان الأولان باطلان لان المربعين الطرفين متساويان في الماهية.
واما القسم الثالث فغير اللازم المميز اما ان يتوقف حصوله لأحدهما على فرض فارض واعتبار معتبر وهذا باطل.
اما أولا فلانا لا نحتاج في تخيل أحد المربعين يمينا والاخر شمالا إلى فرض اختصاصه بعارض والا لكان يمكننا ان نعمل بالمربع الأيمن عملا ليصير بعينه المربع الأيسر وذلك ظاهر الفساد.
واما ثانيا فلان الفارض لا يمكنه ان يخصصه بذلك العارض الا بعد امتيازه عن غيره فلو كان امتيازه عن غيره بسبب ذلك العروض يلزم الدور واما ان لا يتوقف ذلك الاختصاص على فرض فارض فوجب ان يكون ذلك بسبب الحامل وذلك اما ان يكون هو الحامل الأول أي المادة الخارجية أو الحامل الثاني وهو الذهن والأول باطل.
اما أولا فلان كثيرا ما يتخيل ما ليس له في الخارج وجود مع أنه لا يمكن حصول النسبة إلى العدم الصرف.
واما ثانيا فلانه لو كان محل المربعين الخياليين واحدا لم يكن انتساب أحدهما إلى أحد المربعين الخارجيين أولى من انتسابه إلى الاخر فاذن هذا الامتياز بسبب القابل الثاني وهو الذهن فان محل أحد المربعين غير محل المربع الاخر والا