فيكون حكم جميع الأجزاء المفترضة فيه بعد ذلك الاتحاد في التحلل والتبدل واحدا فحينئذ يكون الأصل في معرض التحلل كما أن الزائد في معرض التحلل فظهر مما قلناه ان محل المتخيلات والمتذكرات جسم يتفرق ويزيد بالاغتذاء وإذا كان كذلك فمن الممتنع ان يبقى صوره خيالية بعينها لان الموضوع إذا تبدل وتفرق بعد إن كان متحدا فلا بد وان يتغير كل ما فيه من الصور ثم إذا زالت الصورة المتخيلة الأولى فاما ان يتجدد بعد زوالها صوره أخرى تشابهها أو لا يتجدد وباطل ان يتجدد لأنه إذا حدث موضوع آخر كان حاله عند حدوثه كحال الموضوع الأول عند حدوثه وكما أن الموضوع الأول عند حدوثه كان محتاجا إلى اكتساب هذه الصورة من الحس الظاهر فكذلك هذا الموضوع الذي تجدد ثانيا وجب ان يكون محتاجا إلى اكتساب هذه الصورة ويلزم من ذلك أن لا يبقى شئ من الصور في الحفظ والذكر لكن الحس تشهد بان الامر ليس كذلك فاذن الحفظ والذكر ليسا جسمانيين بل انما يوجدان في النفس والنفس انما يكون لها ملكه الاسترجاع للصور المنمحية عنها بان يتكرر عليها جميع تلك الصور فيصير استعداد النفس بقبولها لتلك الصور راجحا ويكون للنفس هياه بها أمكنها ان يسترجع تلك الصورة متى شائت من المبادئ (1) المفارقة وحينئذ يكون الامر في المتذكرات والمتخيلات على وزان المعقولات من جهة (2) ان النفس إذا اكتسبت ملكه الاتصال بالعقل الفعال (3) فإذا انمحت الصور المستحصلة تمكنت من استرجاعها متى شائت من العقل الفعال كذا هاهنا الا ان المشكل (4) انه كيف ترتسم الأشباح الخيالية
(٢٢٩)