للروائح بسبب الدلك والتبخير ولما كان البرد يخفيها ومعلوم بان التبخير يذكى الروائح.
وأيضا (1) ترى التفاحة تذبل من كثره الشم فدل ذلك على تحلل اجزاء ذي الرائحة.
واحتج الآخرون بأنه لو كانت الروائح التي تملأ المحافل انما يكون بسبب تحلل شئ وجب ان يكون الشئ ذو الرائحة ينقص وزنه ويصغر حجمه.
واحتجوا أيضا بانا نبخر الكافور تبخيرا (2) يأتي على جوهره كله فيكون معه رائحة تنتشر انتشارا إلى حد ويمكن ان تنتشر تلك الرائحة (3) في اضعاف تلك المواضع بالنقل والوضع في جزء جزء من ذلك المكان بل في أضعافه فيكون مجموع الأبخرة التي تتحلل منه في جميع تلك البقاع التي تزيد على البقعة المذكورة أضعافا مضاعفة للذي يكون حاصلا بالتبخير أو مناسبا له فيجب ان يكون النقصان الوارد عليه في ذلك قريبا من ذلك النقصان أو مناسبا له لكن ليس الامر كذلك فثبت ان للاستحالة مدخلا في هذا الباب.
والحق ان كلا المذهبين صحيح محتمل.
ومن الناس من زعم أن ادراك الشم يتعلق بالمشموم حيث هو وهذا أبعد الوجوه ومن مباحثه ان الانسان يكاد ان يكون أبلغ الحيوانات في ادراك لطائف الروائح القريبة الا انه أضعفها في ادراك البعيدة منها وفي ادراك تفاصيلها المتنوعة فان رسوم الروائح في نفس الانسان غير متحصلة تحصلا تفصيليا كما في المطعومات والملموسات ولذلك لا يكون للروائح عنده أسماء الا من جهتين إحداهما من جهة