فنقول اما العناصر (1) الكلية فهي (2) لكونها واقعه تحت التضاد غير باقيه الوجود بل متجددة سائله وشرط بقاء الحياة في شئ خلوه عن الضد والا فاصل الجسمية غير مانعه عن قبول صوره وحدانية تقبل الحياة بشرط خلوها عن الضد كالأفلاك فإنها لخلوها عن التضاد والتفاسد قبلت الحياة النطقية واما النبات فلكون التضاد فيه غير شديد بل سوره المتضادات فيه مكسورة فليس يبعد ان يكون لقوته شعور ضعيف بما يلائمه كيف (3) وعندنا ان الوجود مطلقا عين العلم والشعور مطلقا ولهذا ذهب العارفون الإلهيون إلى أن الموجودات كلها عارفه بربها ساجدة له كما دل عليه الكتاب الإلهي لكن الوجود إذا خلص عن شوب العدم والظلمات يكون الادراك به وله على التمام ووجود الماديات ممزوج بالظلمات والحجب مغمور في الاعدام والنقائص وبقدر ارتفاعها وارتباطها بالمبادئ العقلية والنفسية المجردة عن المواد والاعدام يكون وصولها إلى مقام الحياة والادراك ويشبه ان يكون النفوس النباتية مع كونها صورا منغمرة في المواد هي أقرب مناسبة إلى عالم الملكوت من صور العناصر والمعادن لانكسار هذه الكيفيات المتضادة في النبات دون العناصر والمعادن ولأجل ذلك يظهر في النبات شئ من آثار الحياة دون هذه الأجسام
(١٦٤)