بل كان كثيرا من الليالي ينام فيه، كما نصت أحاديث كثيرة عن ضيوفه وخدامه وغذائه ونومه، وهذه نماذج منها:
(كان رسول الله في بيته، فغدا إليه علي في الغداة، فدخل فإذا النبي (صلى الله عليه وآله) في صحن الدار). (أمالي الطوسي / 604). (كان يصلي ذات ليلة في حجرته (في شهر رمضان) فجاء أناس فصلوا بصلاته فخفف فدخل البيت ثم خرج). (مسند أحمد: 3 / 103).
وعن أنس قال: (كنت أخدم رسول الله فقدم لرسول الله فرخ مشوي فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير! قال: فقلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار، فجاء علي فقلت إن رسول الله على حاجة! ثم جاء فقلت: إن رسول الله على حاجة! ثم جاء فقال رسول الله: إفتح، فدخل فقال رسول الله ما حبسك علي فقال: إن هذه آخر ثلاث كرات يردني أنس يزعم أنك على حاجة! فقال: ما حملك على ما صنعت؟! فقلت: يا رسول الله سمعت دعاءك فأحببت أن يكون رجلا من قومي! فقال رسول الله: إن الرجل قد يحب قومه! هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه). (مستدرك الحاكم: 3 / 130).
(يا أنس إني أريد الصيام، أطعمني شيئا، فأتيته بتمر وإناء فيه ماء، وذلك بعد ما أذن بلال فقال: يا أنس أنظر رجلا يأكل معي). (سنن النسائي: 4 / 147).
(كنت أبيت عند حجرة النبي (ص) فكنت أسمعه إذا قام من الليل يقول: سبحان الله رب العالمين). (سنن النسائي: 3 / 209).
فالنبي (صلى الله عليه وآله) كان يتغدى أو يتعشى أحيانا في بيته وحجرته، لا في بيوت نسائه!
ومعنى ذلك أنه عندما يقال بيت النبي ومنزل النبي وحجرة النبي (صلى الله عليه وآله) ودار النبي وباب بيت النبي (صلى الله عليه وآله).. فالمقصود به هذا البيت وهذه الحجرة، وإلا لقيل بيت عائشة أو حجرة عائشة، أو بيت أم سلمة أو حجرتها. وقد كان لكل واحدة