ويقوى في سلطانه الفاسق، ويجعل المال بين أنصاره دولا ويتخذ عباد الله خولا، يدرس في سلطانه الحق ويظهر الباطل ويقتل من ناواه على الحق ويدين من والاه على الباطل! فكذلك.. حتى يبعث الله رجلا في آخر الزمان وكلب من الدهر وجهل من الناس، يؤيده الله بملائكته ويعصم أنصاره وينصره بآياته، ويظهره على أهل الأرض حتى يدينوا طوعا وكرها، يملأ الأرض قسطا وعدلا ونورا وبرهانا، يدين له عرض البلاد وطولها لا يبقى كافر إلا آمن به، ولا صالح إلا صلح، ويصطلح في ملكه السباع وتخرج الأرض نبتها وينزل السماء بركتها وتظهر له الكنوز، يملك ما بين الخافقين أربعين عاما، فطوبى لمن أدرك أيامه وسمع كلامه). (الإحتجاج: 2 / 290، ومعجم أحاديث الإمام المهدي (عليه السلام) رقم 692).
أقول: يدل كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) على أن الظلم في الأمة سيستمر بعد بني أمية حتى يظهر الإمام المهدي (عليه السلام). وقوله: يحكم أربعين سنة كناية عن طول مدته فقد ثبت أنه (عليه السلام) يحكم بعدد سني أهل الكهف وأن دولتهم (عليهم السلام) تمتد إلى يوم القيامة، وتكون نقلة نوعية في الحياة على الأرض، فلا يعود إليها الظلم.
آخر مراحل انهيار الأمة في عهد الإمام الحسن (عليه السلام) صار اليوم الذي أجبر فيه المنافقون أمير المؤمنين (عليه السلام) على قبول إيقاف الحرب في صفين حين شارف على قطف النصر، محطة بارزة في تاريخ الأمة! فقد تجمع الخوارج وأحاطوا به وهددوه بالقتل إن لم يقبل بتحكيم الحكمين، أو بالأسر وتسليمه إلى معاوية! فاضطر (عليه السلام) إلى إجابتهم!
ففي ذلك اليوم ظهر الخوارج الذين دفعهم الأشعث بن قيس ومعاوية فأجبروا أمير المؤمنين (عليه السلام) على قبول التحكيم، ثم أفاقوا وندموا وزعموا أنهم كفروا بذلك! وأن أمير المؤمنين (عليه السلام) كفر مثلهم برضوخه لإصرارهم وتهديدهم! فعليه