شموخ الإمام الحسن (عليه السلام) أمام غطرسة معاوية!
الإمام الحسن (عليه السلام) شخصية ربانية، بين جنبيه روح جده وأمه وأبيه (عليهم السلام) فهو في عالم أعلى من عوالم الناس، سواء كان حاكما أم محكوما. وهذا أمر يصعب على معاوية أن يفهمه لأن ذهنه مسكون بالمقياس المادي والغلبة الدنيوية!
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: 652: (لما ورد معاوية الكوفة واجتمع عليه الناس قال له عمرو بن العاص: إن الحسن مرتفع في الأنفس لقرابته من رسول الله (ص) وإنه حديث السن عيي، فمره فليخطب فإنه سيعيي فيسقط من أنفس الناس فأبى! فلم يزالوا به حتى أمره، فقام على المنبر دون معاوية:
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: لو ابتغيتم بين جابلق وجابرس رجلا جده نبي غيري وغير أخي لم تجدوه! وإنا قد أعطينا معاوية بيعتنا ورأينا أن حقن الدماء خير. وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين وأشار بيده إلى معاوية! فغضب معاوية فخطب بعده خطبة عيية فاحشة ثم نزل وقال: ما أردت بقولك فتنة لكم ومتاع؟ قال: أردت بها ما أراد الله بها). (وأسد الغابة: 2 / 14، وتاريخ دمشق: 13 / 276).
وفي تاريخ الطبري: 4 / 124: (فقال عمرو: لكني أريد أن يبدو عيه للناس فلم يزل عمرو بمعاوية حتى أطاعه، فخرج معاوية فخطب الناس، ثم أمر رجلا فنادى الحسن بن علي (عليه السلام) فقال: قم يا حسن فكلم الناس، فتشهد في بديهة أمر لم يرو فيه ثم قال: أما بعد يا أيها الناس فإن الله قد هداكم بأولنا، وحقن دماءكم بآخرنا وإن لهذا الأمر مدة، والدنيا دول، وإن الله تعالى قال لنبيه (صلى الله عليه وآله): وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين. فلما قالها قال معاوية: أجلس، فلم يزل ضرما على