كيف يحسن وإذا أساء وجد من يزكيه ويمدحه)! (والتذكرة الحمدونية / 612). ومعناه أن الخليفة مهما ارتكب من جرائم، وجد حوله علماء بلاط يبررون فعله!.
وقال الذهبي في سيره: 4 / 248: (أفضى الأمر إلى عبد الملك والمصحف بين يديه، فأطبقه وقال: هذا آخر العهد بك... كان من رجال الدهر ودهاة الرجال، وكان الحجاج من ذنوبه). ثم ذكر الذهبي اعترافه بالخمر وسفك الدماء! (ونحوه تاريخ دمشق: 37 / 151، ونهاية الإرب / 890، و تاريخ الخلفاء / 169).
وفي المناقب والمثالب للقاضي النعمان / 329: (وكانت ولايته من يوم بويع إلى يوم توفي إحدى وعشرين سنة وشهرا ونصفا، أقام منها تسع سنين يقاتل عبد الله بن الزبير... ومات وهو ابن ستين سنة، وقيل ابن ثلاث وستين سنة). انتهى.
أقول: فاعجب للذين يتولون هذه الشخصيات الفاقدة لأدنى درجة من القيم، ويقدسونها ويغالون فيها، فيعدون يزيدا ومروان وأولاده من الأئمة الربانيين الاثني عشر الذين بشر بهم النبي (صلى الله عليه وآله) في حجة الوداع! ويجعلون ولايتهم جزءا من الدين، ويكفرون من يتبرأ منهم ويلعنهم! راجع من باب المثال كلام ابن حبان المأساة في صحيحه: 15 / 35، وتطبيقه بشارة النبي (صلى الله عليه وآله) لأمته باثني عشر إماما ربانيا (عليهم السلام)، على معاوية ويزيد ومروان وعبد الملك وأولاده!
من مروان الوزغ إلى مروان الحمار مقلدون لآل أبي سفيان بدأ المروانيون بمروان الوزغ، وانتهوا بمروان الحمار! ولم يكن فيهم أحد مثل أبي سفيان ومعاوية ويزيد في الذكاء والعمق، حتى عمر بن عبد العزيز الذي كبروه وضخموه! رووا لهم قصصا في السطحية والبطش والحمق! وهذا عبد الملك شخصيتهم ومرسي دولتهم يفتتح خلافته بالتهديد بالقتل، ويعلن أنه لن يعطي المال كمعاوية أو يزيد! (أما بعد فإنه كان من قبلي من الخلفاء