أيديكم! فوثب عليه عنق من الناس فضربوه، فاستنقذه زياد بن خصفة التيمي).
وفي شرح النهج: 4 / 85: (فقال: تربت أيديكم، أعلى أشرافنا تدعون! فقاموا إليه فضربوه حتى كاد يهلك، وقام زياد بن خصفة وكان من شيعة علي فقال: دعوا لي ابن عمي فقال علي: دعوا للرجل ابن عمه، فتركه الناس فأخذ زياد بيده فأخرجه من المسجد). فعفاق وابن حجية تيميان كانا مع معاوية من زمن علي (عليه السلام)!
فيدل ما تقدم على أن روايات خيانة رؤساء القبائل بهروبهم إلى معاوية غير دقيقة، بل دخلت فيها إشاعات معاوية، والذي هرب بعض قادة الجيش فقط! والصحيح ما رواه المفيد (رحمه الله) في الإرشاد: 2 / 14: (وكتب جماعة من رؤساء القبائل إلى معاوية بالطاعة له في السر واستحثوه على السير نحوهم وضمنوا له تسليم الحسن (عليه السلام) إليه عند دنوهم من عسكره، أو الفتك به، وبلغ الحسن ذلك....!).
حكم أهل البيت (عليهم السلام) استثناء من السياق الطبيعي للتاريخ!
يوجد قانون للتناسب بين حالة الأمة ونوع قيادتها، وأن قيادة المجتمع ناتج لمعادلة مركبة من مجموع الخير والشر والهدى والضلال الموجود في ذلك المجتمع. ولا ندري كيف تتم حسابات هذه المعادلة.
أما قيادة الأنبياء والأوصياء (عليه السلام) فلها قانونها الخاص.
ويمكن الإستدلال لقانون التناسب المذكور بالحديث المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (كما تكونوا يولى عليكم، أو يؤمر عليكم)، وهذا الحديث وإن لم يصح سنده عند أحد (كشف الخفاء: 1 / 146 و: 2 / 126) لكن مضمونه صحيح، وهو قريب مما ثبت عن علي (عليه السلام): (لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم). (نهج البلاغة: 3 / 77).