المؤمنين (عليه السلام) رقى الحسن بن علي (عليه السلام) فأراد الكلام فخنقته العبرة فقعد ساعة ثم قام وقال: الحمد لله الذي كان في أوليته وحدانيا وفي أزليته متعظما.... والحمد لله الذي أحسن الخلافة علينا أهل البيت، وعند الله نحتسب عزاءنا في خير الآباء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعند الله نحتسب عزاءنا في أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقد أصيب به الشرق والغرب.... ولقد حدثني جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن الأمر يملكه اثنا عشر إماما من أهل بيته وصفوته، ما منا إلا مقتول أو مسموم).
وفي أمالي الصدوق / 120 وعيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 287، عن أبي الصلت الهروي، قال: (سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: والله ما منا إلا مقتول شهيد. فقيل له: فمن يقتلك يا ابن رسول الله؟ قال: شر خلق الله في زماني يقتلني بالسم، ثم يدفنني في دار مضيعة وبلاد غربة). وعنه أيضا في: 1 / 220: (وما منا إلا مقتول وإني والله لمقتول بالسم باغتيال من يغتالني! أعرف ذلك بعهد معهود إلي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخبره به جبرئيل عن رب العالمين عز وجل. وأما قول الله عز وجل: ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا، فإنه يقول لن يجعل الله لكافر على مؤمن حجة، ولقد أخبر الله عز وجل عن كفار قتلوا النبيين بغير الحق، ومع قتلهم إياهم لن يجعل لهم على أنبيائه (عليهم السلام) سبيلا من طريق الحجة).
أقول: بهذا يتضح أن قاعدة شهادة المعصومين (عليهم السلام) بالقتل أو بالسم صحيحة، وفي المسألة بحوث لا يتسع المجال لها.
المسألة الرابعة: نفاق الأشعث وأسرته وتعامل النبي (صلى الله عليه وآله) وآله (عليهم السلام) معهم!
تقدم في المجلد الأول أن الأشعث بن قيس الكندي كان رأس المنافقين في عهد علي (عليه السلام)، وتاريخه ملئ بالغدر والنفاق، فقد جاء في وفد كندة إلى النبي (صلى الله عليه وآله) في سنة وفاته (صلى الله عليه وآله) ثم أعلن ارتداده مع قبيلة بني وليعة في حضرموت