معاوية! بحجة أنه قول قيل أو سمع سماعا! قال الصفدي في الوافي بالوفيات: 12 / 68: (قيل إن زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس أمرها بذلك يزيد بن معاوية لتكون ولاية العهد له ووعدها أن يتزوجها فلما مات الحسن قال يزيد: والله لم نرضك للحسن فكيف نرضاك لأنفسنا! ولم يتزوجها).
الاتجاه السابع، تبرئة يزيد لعدم الدليل! وتبرئة معاوية لأنه حاشاه أن يفعل ذلك! وقد انفرد بذلك بعض المتأخرين مثل ابن كثير وابن خلدون!
قال في النهاية: 8 / 43: (وروى بعضهم أن يزيد بن معاوية بعث إلى جعدة بنت الأشعث أن سمي الحسن وأنا أتزوجك بعده ففعلت فلما مات الحسن بعثت إليه فقال: إنا والله لم نرضك للحسن أفنرضاك لأنفسنا. وعندي أن هذا ليس بصحيح وعدم صحته عن أبيه معاوية بطريق الأولى والأحرى).
وقال ابن خلدون في تاريخه: 2 / 649: (وما ينقل من أن معاوية دس إليه السم مع زوجه جعدة بنت الأشعث فهو من أحاديث الشيعة وحاشا لمعاوية من ذلك)!
أقول: والحقيقة ظاهرة حتى لذي عين واحدة! وعملهم الذي رأيته في هذه المسألة الواضحة نموذج لأساليبهم في تمييع الحقائق وتضييعها!
* * 28 - معاوية يكافئ مروان بولاية المدينة!
روى المؤرخون رسالة مروان إلى معاوية مفتخرا! قال في تاريخ دمشق: 21 / 127: (لما مات الحسن بن علي بعث مروان بن الحكم إلى معاوية يخبره أنه مات. قال: وبعث سعيد بن العاص رسولا آخر يخبره بذلك. وكتب مروان يخبره بما أوصى به حسن من دفنه مع رسول الله (ص) وأن ذلك لا يكون وأنا حي! ولم يذكر ذلك