ثم ما تلى ذلك من جهود أبنائه الأئمة (عليه السلام) وشيعتهم لإنقاذ المسلمين من الفتنة!
لكن لا يصح هنا أن نهمل عمل الإمام الحسن (عليه السلام) في العشر سنوات في المدينة بعد الصلح، فقد نشط (عليه السلام) في مواجهة الخطة الأموية ودحض مفرداتها، وساعده في ذلك شخصيته المميزة، وأن موقف الأنصار ومجتمع المدينة معه، وأن له نفوذا وهيبة نبوية في أرجاء العالم الإسلامي حتى في نفوس أعدائه!
2 - لم يجرؤ معاوية على شتم علي (عليه السلام) في حياة الحسن (عليه السلام) وابن وقاص!
يظهر من مجموع الروايات أن معاوية لم يجرؤ على لعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في الكوفة مع وجود الإمام الحسن (عليه السلام) فأوكل ذلك إلى المغيرة بن شعبة لما عينه حاكما على الكوفة، فاستأجر المغيرة رواة يروون الطعن في علي (عليه السلام) وأهل بيته ويخترعون فضائل لمعاوية وعثمان وبني أمية!
كان معاوية يتخوف إذا لعن عليا (عليه السلام) في الكوفة من ردة فعل الإمام الحسن (عليه السلام)!
أما في المدينة فقد جرب معاوية عندما دخلها في سنة الصلح فنال من علي (عليه السلام) في خطبته، فتصدى له الإمام الحسن (عليه السلام) وأجابه بذلك الجواب المفحم ورد اللعنة عليه وعلى أسرته فقال: (إن الله عز وجل لم يبعث نبيا إلا جعل له عدوا من المجرمين، فأنا ابن علي وأنت ابن صخر، وأمك هند وأمي فاطمة، وجدتك قتيلة وجدتي خديجة، فلعن الله ألأمنا حسبا، وأخملنا ذكرا، وأعظمنا كفرا، وأشدنا نفاقا! فصاح أهل المسجد: آمين آمين. فقطع معاوية خطبته ودخل منزله). (المستطرف: 1 / 157 و 289، والإتحاف / 10، ونزهة الناظر / 74) ويظهر أن معاوية لم يعد إلى ذلك في المدينة، ويدل عليه ما رواه في العقد الفريد: 5 / 108 قال: (ولما مات الحسن بن علي حج معاوية فدخل المدينة، وأراد أن يلعن عليا على منبر رسول الله (ص) فقيل له: إن هاهنا سعد بن أبي وقاص ولا