بني، فلوددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة). انتهى.
أقول: يقصد الراوي الوضاع بفلان وفلان عمارا والأشتر رضوان الله عليهما، فهما يمينا علي (عليه السلام) بتعبير معاوية، وهما من أبعض الناس لأتباع بني أمية! ولهذا يحاولون تصوير أنهما دفعا أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى حرب الجمل وحرب صفين، وأن الإمام الحسن نصحه وأمره بعدم الحرب فلم يقبل منه، ثم ندم أمير المؤمنين (عليه السلام) عندما رأى ابن طلحة العدوي القرشي مقتولا، فتأسف وتمنى أنه مات هو من عشرين سنة!
بل تفاقم كذبهم على الإمام الحسن (عليه السلام) فنسبوا اليه أنه رأى مناما أن القيامة قامت وأن أبا بكر وعمر نجا وتمسكا بحزام النبي (صلى الله عليه وآله) لكنه لم ير عليا معهما! بل رأى الدم ينصب على الأرض! روى الطبراني في الكبير: 3 / 91 (فلفلة الجعفي قال: سمعت الحسن بن علي رضي الله عنه يقول: رأيت النبي (ص) في المنام متعلقا بالعرش ورأيت أبا بكر رضي الله عنه أخذ بحقوي النبي (ص) ورأيت عمر أخذ بحقوي أبي بكر ورأيت عثمان أخذ بحقوي عمر. ورأيت الدم ينصب من السماء إلى الأرض! فحدث الحسن بهذا الحديث وعنده قوم من الشيعة فقالوا: وما رأيت عليا؟ فقال الحسن: ما كان أحد أحب إلي أن أراه أخذ بحقوي النبي من علي، ولكنها رؤيا رأيتها)! انتهى.
والكذب والخبث واضحان في هذه الرواية لكل مسلم بل كل منصف!
3 - كذبهم عليه بأنه كان ضد نهضة أخيه الحسين (عليهما السلام)!
تبنى الذهبي في سيره: 3 / 278 قول ابن عبد البر: (قال: وروينا من وجوه: أن الحسن لما احتضر قال للحسين: يا أخي: إن أباك لما قبض رسول الله (ص)، استشرف لهذا الأمر فصرفه الله عنه، فلما احتضر أبو بكر تشرف أيضا لها