إلا غلب أهل باطلها على أهل حقها! وهذا حديث يروى عن النبي (صلى الله عليه وآله) أجراه الله على لسانه فلما قاله ندم فقال: إلا هذه الأمة فإنها، فتلجلج لسانه ولم يدر ما يقول في ذلك فأخذ في غيره). (وكان يتلجلج في خطبه). (تذكرة ابن حمدون / 1369:
خطبة معاوية الثانية الأسوأ!
قال البلاذري في أنساب الأشراف / 743: (وخطب معاوية أيضا بالنخيلة فقال: إني نظرت فعلمت أنه لا يصلح الناس إلا ثلاث خصال: إتيان العدو في بلاده فإنكم إن لم تأتوه أتاكم، وهذا العطاء والرزق أن يقسم في أيامه، وأن يقيم البعث القريب ستة أشهر والبعيد سنة، وأن تستجم بلاد إن جمدت خربت، وقد كنت شرطت شروطا ووعدت عداة ومنيت أماني لما أردت من إطفاء نار الفتنة وقطع الحرب ومداراة الناس وتسكينهم. ثم نادى بأعلى صوته: ألا إن ذمة الله بريئة ممن لم يخرج فيبايع، ألا وإني طلبت بدم عثمان فقتل الله قاتليه ورد الأمر إلى أهله على رغم معاطس أقوام، ألا وإنا قد أجلناكم ثلاثا، فمن لم يبايع فلا ذمة له ولا أمان له عندنا. فأقبل الناس يبايعون من كل أوب).
ومعنى قول البلاذري: (وخطب معاوية أيضا بالنخيلة) أنها خطبة أخرى بعد أن رجع من الكوفة إلى النخيلة في طريق عودته إلى الشام!
وقوله: طلبت بدم عثمان فقتل الله قاتليه ورد الأمر إلى أهله على رغم معاطس أقوام) يدل على تفكيره، ولا بد أنه كرر هذا المعنى في زهو انتصاره! ويبدو أن قوله: (قد قتل الله طاغيتكم ورد الأمر إلى معدنه)! كان في ذلك اليوم فهو بيت القصيد عنده! وقد روت مصادرنا رد الإمام الحسن (عليه السلام) عليه وقوله لمعاوية: (العجب منك يا معاوية ومن قلة حيائك ومن جرأتك على الله حين قلت: قد قتل الله طاغيتكم ورد الأمر إلى معدنه! فأنت يا معاوية معدن الخلافة دوننا؟!