ما رأيت الحسن بن علي قط إلا فاضت عيناي دموعا وذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج يوما وأنا في المسجد فأخذ بيدي واتكأ علي حتى جئنا سوق قينقاع فنظر فيه ثم رجع ورجعت معه حتى جلس في المسجد، ثم قال ادعوا ابني قال فأتى الحسن بن علي يشتد حتى وقع في حجره، ثم جعل يقول بيده هكذا في لحية رسول الله (ص) وجعل رسول الله (ص) يفتح فمه في فمه ويقول: اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه، ثلاث مرات يقولها. خرجه الحافظ السلفي).
4 - خط الإمام الحسن (عليه السلام): الوفاء بالصلح والعمل ضد معاوية اتخذ الإمام الحسن (عليه السلام) خطا سياسيا واضحا وأفهمه لمعاوية والناس، وهو:
أ - الوفاء بالصلح وعدم الخروج على الطاغية، والضغط عليه ليفي بشروطه.
ب - مواجهة موجة التحريف العقائدي والانحراف العملي، بكل ما يستطيع من قول وفعل لا يبلغ الخروج على السلطة.
ج - الإصرار على أن خط علي والعترة النبوية (عليهم السلام) هو خط الإسلام الصحيح الذي أنزله الله على رسوله (صلى الله عليه وآله)، وبذل كل جهد وطاقة لبيانه وترسيخه في الأمة والدفاع عنه من تحريف معاوية وبني أمية.
وقد تقدم أن معاوية لما دخل إلى الكوفة وخطب في النخيلة بغطرسة وأوعد أهل الكوفة وهدد، وأعلن أنه لا يفي بشروطه للإمام الحسن (عليه السلام) ويضعها جميعا تحت قدمه! فجاء عدد من وجهاء الكوفة إلى الإمام (عليه السلام) يطالبونه بإعلان نقض الصلح فلم يقبل وأصر على الوفاء به! ثم جاؤوا اليه في المدينة مرات والى أخيه الحسين (عليهما السلام) فأعادا عليهم موقفهما وكانا يقولان: (ليكن كل رجل منكم حلسا من أحلاس بيته ما دام معاوية حيا، فإن هلك معاوية نظرنا ونظرتم)!