ورواه في تاريخ دمشق: 13 / 268، وفيه: (فإن أردتم الموت رددناه عليه وحاكمناه إلى الله جل وعز بظبا السيوف، وان أردتم الحياة قبلناه وأخذنا لكم الرضا، فناداه القوم من كل جانب: البقية البقية). (ونحوه في أسد الغابة: 2 / 13 والكامل: 3 / 272، وابن حمدون / 1369، ونهاية الإرب / 4399. وفي ابن خلدون: 2 ق 2 / 187: كرواية الذهبي).
الإمام الحسن (عليه السلام) يمتحن جيشه!
كان الإمام الحسن (عليه السلام) كأبيه علي وأخيه الحسين (عليهم السلام) يعرفون حالة الأمة في الكوفة جيدا، لذلك لا بد من رد كل الروايات التي تدعي أن أحدا منهم (عليهم السلام) انخدع بكلام أهل الكوفة ووعودهم! فهم ذو علم رباني ومنهج مسدد من ربهم، وقد يستوجب منهجهم مماشاة الناس أحيانا، أو كشفهم بعض الأحيان.
كيف؟ والإمام الحسن (عليه السلام) يرى الخيانات من حوله، وتزايد نفوذ عملاء معاوية في عاصمته ونشاط الأشعث في شراء ذمم رؤساء القبائل وقادة الجيش!
ثم رأى حالة قادة جيشه، ومنهم ابن عمه المقرب اليه عبيد الله بن العباس!
لقد صرح الإمام الحسن (عليه السلام) برأيه في أهل الكوفة مرارا قبل الصلح وبعده، ووبخهم كما وبخهم أبوه (عليهما السلام) فقال: (والله ما سلمت الأمر إليه إلا أني لم أجد أنصارا، ولو وجدت أنصارا لقاتلته ليلي ونهاري حتى يحكم الله بيني وبينه، ولكني عرفت أهل الكوفة وبلوتهم ولا يصلح لي منهم من كان فاسدا، إنهم لا وفاء لهم ولا ذمة في قول ولا فعل، إنهم لمختلفون ويقولون لنا إن قلوبهم معنا، وإن سيوفهم لمشهورة علينا!). (الإحتجاج: 2 / 12).
وقال (عليه السلام): (أرى والله أن معاوية خير لي من هؤلاء الذين يزعمون أنهم لي شيعة! ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي وأخذوا مالي! والله لئن آخذ من معاوية عهدا