معاوية يعلن في النخيلة انتهاء الدولة الإسلامية وقيام الإمبراطورية الأموية!
إذا أردت أن تفهم بني هاشم وبني أمية فاقرأ آيات الشجرتين الطيبة والخبيثة، ثم اقرأ سورة محمد (صلى الله عليه وآله) وأعدائه المفسدين في عصره وبعده!
إن سورة محمد (صلى الله عليه وآله) كآيات الشجرتين، لوحة ربانية متكاملة تتحدث عن شخصية النبي (صلى الله عليه وآله) وعظمة مقامه ورسالته، وموقف فئات العالم كلها منه، ومنهم فئة المنافقين مرضى القلوب الذين سيحكمون أمته!
فمن هم جبابرة هذه الأمة الذين خاطبهم الله تعالى بقوله: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم. أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها. (محمد: 22 - 24)؟
ومن هم الأنواع الثلاثة من أعداء النبي وآله (صلى الله عليه وآله) الذين أخبر الله عنهم في سورة محمد (صلى الله عليه وآله) بأنهم: كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم. (محمد: 9) اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم. (محمد: 28) وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم. (محمد: 32).
فمن هؤلاء الذين سيأتون بعد النبي (صلى الله عليه وآله) فتحدث الله بسين الاستقبال عن عملهم ووعد بإحباط خطتهم؟! من هم إن لم يكونوا بني أمية، ومن مهد لهم؟
* * بعد أن تمكن معاوية من إجبار الإمام الحسن (عليه السلام) على التنازل له عن الحكم، أخذه زهو انتصار أمية وسقوط دولة بني هاشم صريعة في يده بعد ثلاثين سنة فقط من وفاة نبيهم (صلى الله عليه وآله)! وها هو ابن أبي سفيان قائد قريش صار حاكم العرب المطلق، وإمبراطور البلاد التي فتحها أتباع نبي بني هاشم (صلى الله عليه وآله)!