1 - محاولات معاوية المستمرة لقتل الإمام (عليه السلام) من الطبيعي أن يهتم معاوية بقتل علي والحسنين (عليهم السلام) لأنهم العقبة الكأداء أمام مشروع أمبراطوريته الأموية! هذا المشروع الذي أخذ يسير سيرا حسنا على يد أبي سفيان من أيام السقيفة، عندما أخذ أبو سفيان من أبي بكر وعمر ولاية الشام لولده يزيد، ثم ما لبث ولده يزيد أن مات فأخذ مكانه معاوية، فكان الوالي الوحيد الذي لم يعزل ولم يحاسب قط! (وكان عمر رضي الله عنه إذا رأى معاوية قال: هذا كسرى العرب). (نثر الدرر للآبي / 255، ونحوه أسد الغابة: 4 / 386، وفتح الباري: 7 / 311) بل كان يراه أعظم من كسرى فقال: (تذكرون كسرى وقيصر ودهائهما، وعندكم معاوية؟!). (تاريخ الطبري: 4 / 244).
ثم سار المشروع الأموي سيرا حسنا عندما رتب عمر الأمر بعده لعثمان، فجعل الخلافة شورى شكليا، لكنه أعطى حق النقض لابن عوف صهر عثمان، الذي لا يفضل أحدا على بني أمية، ثم أحكم ذلك بتهديدهم بجيش معاوية من الشام وجيش عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي من اليمن، وهو أخ أبي جهل وأحد قادة قريش مع أبي سفيان، ولا يفضل أحدا على بني أمية! (تاريخ بخاري الكبير: 5 / 9).
(قال عمر لأهل الشورى: إن اختلفتم دخل عليكم معاوية بن أبي سفيان من الشام، وبعده عبد الله بن أبي ربيعة من اليمن، فلا يريان لكم فضلا لسابقتكم). (تاريخ دمشق: 59 / 124، والإصابة: 4 / 70، والتحفة اللطيفة للسخاوي: 2 / 35).