(دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم ودخل في أثره الحسن والحسين (عليهما السلام) وجلسا إلى جانبيه فأخذ الحسن على ركبته اليمنى والحسين على ركبته اليسرى، وجعل يقبل هذا تارة وهذا أخرى، وإذا جبرئيل قد نزل وقال: يا رسول الله إنك تحب الحسن والحسين؟ فقال: وكيف لا أحبهما وهما ريحانتاي من الدنيا وقرتا عيني، فقال جبرئيل: يا نبي الله إن الله قد حكم عليهما بأمر فاصبر له! فقال: وما هو يا أخي؟ فقال: قد حكم على هذا الحسن أن يموت مسموما، وعلى هذا الحسين أن يموت مذبوحا! وإن لكل نبي دعوة مستجابة، فإن شئت كانت دعوتك لولديك الحسن والحسين فادع الله أن يسلمهما من السم والقتل، وإن شئت كانت مصيبتهما ذخيرة في شفاعتك للعصاة من أمتك يوم القيامة! فقال النبي (صلى الله عليه وآله): يا جبرئيل أنا راض بحكم ربي لما يريده، وقد أحببت أن تكون دعوتي ذخيرة لشفاعتي في العصاة من أمتي ويقضي الله في ولدي ما يشاء). (البحار: 44 / 242). فصلوات الله على جدهما الرحيم وعليهما من أخوين وإمامين!
2 - وصية الإمام الحسن لأخيه الإمام الحسين (عليهما السلام) توجد ثلاث روايات في وصية الإمام الحسن (عليه السلام) خالية من الإشكالات الكثيرة التي ترد على الروايات الأخرى:
الأولى: رواية زياد المخارقي، رواها المفيد (رحمه الله) في الإرشاد: 2 / 17 قال: (وروى عبد الله بن إبراهيم عن زياد المخارقي قال: لما حضرت الحسن الوفاة استدعى الحسين بن علي (عليهما السلام) فقال: يا أخي إني مفارقك ولاحق بربي عز وجل وقد سقيت السم ورميت بكبدي في الطست، وإني لعارف بمن سقاني السم ومن أين دهيت وأنا أخاصمه إلى الله تعالى، فبحقي عليك إن تكلمت في ذلك بشئ، وانتظر ما