في الناس بقيمها وعدالتها، أما إذا غلب على المسرح أعداء القيم والعدل واستخذلت الأمة ولم تنصر أهل بيت نبيها (صلى الله عليه وآله) فلابد لهم من ترك المسرح والعودة إلى العمل الفكري وترسيخ الإسلام في الأمة كدين، والتوعية على نموذج العدل النبوي، حتى يأتي يوم تطبيقه!
كنا ونحن صغار نتحرق ألما لماذا لم يقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) الخلافة بدل عثمان، ويجيبهم عن شرط سنة الشيخين بجواب مجمل؟ إذن لتغير التاريخ!
ولماذا لم يستعمل الدهاء ضد معاوية وهو القائل: (والله ما معاوية بأدهى مني)؟
ولماذا قبل الإمام الحسن (عليه السلام) بالتنحي عن الحكم ولم يستعمل أسلوبا آخر..؟
ثم عرفنا أن المسألة أعمق من أخذ المعصوم منصبا أو بقائه فيه، فهي قضية الصراع بين الهدى الإلهي والضلال البشري، وهي علم له معادلاته في المجتمعات والنفوس، وفي خطة الله تبارك وتعالى للأرض وإنسانها!
وله وسائله لدى الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام)! وكل ذلك كان حاضرا عند علي والحسن (عليهما السلام) عندما قررا رفض الخلافة أو التخلي عنها! على أنه قرار من علم الله المكنون وأمره المطاع، كانا يعلمانه قبل مجئ وقته!
لكنه لا يعني العزلة كما يفعل السياسيون، فلا رهبنة في مهمة المعصوم (عليه السلام)!
2 - العالم الأعلى الذي يعيش فيه المعصوم (عليه السلام) بالنظرة العادية لا يمكنك أن تفهم مكونات شخصية الإمام المعصوم من عترة النبي (صلى الله عليه وآله) وكيف يعيش ويفكر ويتصرف؟ لأنه إنسان مختلف، سواء في عالمه الداخلي وعالمه الذي يحيط به. فكذلك هم الأئمة الربانيون الذين وعد الله خليله إبراهيم (عليه السلام) أن يجعلهم من ذريته في الأمة الآخرة: (أما إسماعيل، فقد استجبت لطلبتك من أجله. سأباركه حقا وأجعله مثمرا، وأكثر ذريته جدا فيكون أبا