الإمام إلى الأنبار أي الفلوجة قد تفككا بهروب قائديهما، بل تذكر بعض الروايات أن الذين ثبتوا مع قيس من الاثني عشر ألفا هم أربعة آلاف فقط!
قال البلاذري في أنساب الأشراف / 740: (وقام بأمر الناس بعد عبيد الله، قيس بن سعد وقال في عبيد الله قولا قبيحا وذكر أخاه وما كان بينه وبين علي، ونسب عبيد الله إلى الخيانة والغدر والضعف والجبن، فبايع قيسا أربعة آلاف على الموت. وظن معاوية أن مصير عبيد الله قد كسر الحسن فأمر بسر بن أبي أرطاة، وكان على مقدمته وناسا معه فصاحوا بالناس من جوانب العسكر فوافوهم وهم على تعبئة، فخرجوا إليهم فضاربوهم، واجتمع إلى بسر خلق فهزمهم قيس وأصحابه، وجاءهم بسر من ابلغد في الدهم فاقتتلوا فكشف بسرا وأصحابه، وقتل بين الفريقين قتلى).
الملاحظة الثانية: شخصية قيس بن سعد بن عبادة كان قيس بن سعد بن عبادة كأبيه سعد زعيم الأنصار وعامة الأنصار، أوفياء لموقفهم ضد خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، وشاركوا مع علي (عليه السلام) بفعالية في حرب الجمل وصفين، ولم يشارك منهم مع معاوية إلا شخصان!
وكان موقفهم من الخلافة أنه يجب تنفيذ وصية النبي (صلى الله عليه وآله) بخلافة عترته (عليهم السلام) لكن لما اتفقت قبائل قريش على أخذ الخلافة وإبعاد العترة، قال سعد بن عبادة نحن أولى بها من قريش التي كذبت النبي (صلى الله عليه وآله) وحاربته! وأرادوا بيعة سعد فجاءهم أبو بكر وعمر إلى سقيفة بني ساعدة وفرضوا عليهم بيعة أبي بكر، فاعترض سعد بشدة وكان مريضا فاستطاعوا بمساعدة منافسيه من الأوس أن يعزلوه، ثم نفاه عمر إلى حوران، وقتل بها، فقالت الخلافة قتله الجن!
فسعد وابنه قيس مع العترة النبوية في مقابل قريش إلى حد، فهم شيعة بالمعنى