الرثة! بل يعني أن درجة انفعاله أكثر من انفعال أخيه هارون (عليهما السلام).
ويبدو أن الذين ادعوا المهدية لمحمد بن عبد الله بن الحسن المثنى وضعوا هذه الرواية لتبرير فأفأة مهديهم والرتة في لسانه فقالوا إن جده الحسن (عليه السلام) كان كذلك! ففي مقاتل الطالبيين لأبي الفرج / 31: (عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر محمد بن علي: وكان في لسان الحسن بن علي ثقل كالفأفأة.... كانت في لسان الحسن رتة فقال سلمان الفارسي: أتته من قبل عمه موسى بن عمران (عليه السلام)). انتهى.
ثم أضافوا إلى صفات المهدي (عليه السلام) أن في لسانه رتة وفأفأة! ففي مقاتل الطالبيين / 164 عن أبي هريرة: (أن المهدي اسمه محمد بن عبد الله في لسانه رتة)! كما أضافوا إلى حديث النبي (صلى الله عليه وآله): (اسمه اسمي وكنيته كنيتي): (واسم أبيه اسم أبي) لينطبق على محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى! وقد شهد علماء الجرح والتعديل بأنها زيادة كما بحثناه في (معجم أحاديث الإمام المهدي (عليه السلام): 1 / حديث 100).
حادثة أخرى سجلت شموخ الإمام الحسن (عليه السلام) خلط بعض الرواة والمؤلفين بين خطبة الإمام الحسن (عليه السلام) بحضور معاوية في مسجد الكوفة، وبين خطبته عندما نال معاوية من أمير المؤمنين (عليه السلام)! وقد نصت عدة مصادر على أن الثانية كانت في المدينة وليس في الكوفة وهو الصحيح لأنه لا يمكن أن يقوم معاوية بلعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في أول قدومه إلى الكوفة، لا لتقواه! بل للجو العام الذي يخشى معه ردة فعل أهل الكوفة، خاصة وأنه أعلن نقضه لتعهداته وعدم وفائه بشروطه! ولعل أصل الاشتباه من أبي الفرج الأصفهاني المتوفى 356، وأن المفيد (رحمه الله) ومن تأخر عنه نقلوا عنه، قال في مقاتل الطالبيين / 46: (لما بويع معاوية خطب فذكر عليا فنال منه ونال من الحسن فقام الحسين ليرد عليه