معاوية يتهتك ويكشف نواياه عند وصوله الكوفة!
ادعت عائشة وطلحة والزبير أنهم خرجوا على علي (عليه السلام) وقاتلوه وسفكوا دماء المسلمين قربة إلى الله تعالى، وأنهم لا مطلب لهم من علي (عليه السلام) إلا أن يدفع إليهم قتلة عثمان فيقتصوا منهم! وكان جوابه (عليه السلام) أن عليهم أن يفوا ببيعته ويدخلوا فيما دخل فيه المسلمون، ثم يطلب منه أولاد عثمان أولياء دم أبيهم القصاص من القتلة، وحينئذ يقضي بينهم بالحق،! وكانت هذه الحقيقة واضحة لعائشة!
ففي شرح النهج: 9 / 548: (خرج عثمان بن الحنيف (والي البصرة من قبل علي (عليه السلام)) إلى طلحة والزبير في أصحابه فناشدهم الله والإسلام وأذكرهما بيعتهما عليا فقالا: نطلب بدم عثمان. فقال لهما: وما أنتما وذاك؟! أين بنوه أين بنو عمه الذين هم أحق به منكم؟! كلا والله ولكنكما حسدتماه حيث اجتمع الناس عليه وكنتما ترجوان هذا الأمر وتعملان له، وهل كان أحد أشد على عثمان قولا منكما؟! فشتماه شتما قبيحا وذكرا أمه)!
وقد كتب علي (عليه السلام) عائشة وأرسل إليها من احتج عليها لكنها كانت مغترة بجيشها فأجابته: (قد جل الأمر عن الخطاب يا بن أبي طالب). (المناقب: 2 / 338، والكافئة في رد توبة الخاطئة للمفيد / 20).
ولم ينتصر أصحاب الجمل حتى تنكشف نواياهم على ألسنتهم كما حدث لمعاوية! فقد ادعى معاوية مثلهم أنه إنما خرج على علي (عليه السلام) طلبا بدم عثمان لأنه أموي فهو ولي دمه، وقام بدعاية واسعة في الشام لذلك، وأرسل قميص عثمان وبعض أصابع زوجته نائلة إلى القرى والأرياف، وأقام له مجالس العزاء والنوح!
قال الطبري في تاريخه: 3 / 561: (وضع معاوية القميص على المنبر وكتب بالخبر إلى الأجناد، وثاب إليه الناس وبكوا سنة، وهو على المنبر والأصابع معلقة فيه، وآلى الرجال من أهل الشأم ألا يأتوا النساء ولا يمسهم الماء للغسل إلا من احتلام