ب - كشف الإمام (عليه السلام) ضحالة قصاصي الدولة وثقافتها:
في تاريخ اليعقوبي: 2 / 227: (مر الحسن يوما وقاص يقص على باب مسجد رسول الله فقال الحسن: ما أنت؟ فقال: أنا قاص يا ابن رسول الله. قال: كذبت، محمد (صلى الله عليه وآله) القاص، قال الله عز وجل: فاقصص القصص! قال: فأنا مذكر. قال: كذبت محمد (صلى الله عليه وآله) المذكر! قال له عز وجل: فذكر إنما أنت مذكر. قال: فما أنا؟ قال: المتكلف من الرجال). انتهى. والمتكلف مذموم في القرآن والسنة، وهو الجاهل بلباس العالم مثل هذا الموظف ليغش المسلمين بظنونه وإسرائيلياته فيقول ما لا يعلم، ويعمل ما لا يلزم، ويحاول ما لا يتقن، ويدعي ما لا يصح!
والمطلع على قصة استبدال المحدثين بالقصاصين في عهد أبي بكر وعمر وعثمان، وحضور عمر مجالس قص تميم وكعب! يعرف أن وجود القاص الأموي على باب المسجد النبوي في زمن الحسن (عليه السلام)، يعني أنه كان ممنوعا من القص داخل المسجد، وأن هذا المنع ظل ساريا من خلافة علي (عليه السلام)! وأن الإمام الحسن (عليه السلام) أراد بعمله هذا فضح القاص الأموي وطرده حتى من أمام المسجد! (وقد بحثنا تسرب الإسرائيليات والقصاصين إلى ثقافة المسلمين، في كتاب تدوين القرآن / 340، و 444، وتعرض له كل من بحث تحريم الخلافة القرشية لتدوين سنة النبي (صلى الله عليه وآله) كالسيد الجلالي في كتابه تدوين السنة، والسيد جعفر مرتضى في كتابه الصحيح من السيرة: 1 / 121).
ج - هل عطل الإمام الحسن (عليه السلام) بدعة التراويح:
اتفق المسلمون على أن النبي (صلى الله عليه وآله) صلى نافلة ليالي شهر رمضان ذات ليلة فائتم به الحاضرون في المسجد، فأمرهم بصلاتها فرادى لا جماعة، وذهب إلى منزله حتى لا يأتموا فيها، وقالت عائشة كما في بخاري: 2 / 252: (فتوفي رسول الله (ص) والأمر على ذلك) أي فرادى. لكن عمر (جمع الناس على أبي بن كعب (وتميم) في قيام رمضان قال: ثم خرجت مع عمر ليلة أخرى والناس يصلون مع قارئهم فقال عمر: نعمت البدعة). (المدونة: 1 / 222، والموطأ: 1 / 114). قال الكحلاني في سبل السلام: