ويمكن تشبيه هذا الكتاب الإلهي للأقدار بشريط مصور لما سيحدث، كالذي نراه أحيانا في منامنا ويحدث كما رأيناه! وقد ثبت أن الله تعالى أعطى الكثير من هذا العلم بالمستقبل إلى نبيه وآله (صلى الله عليه وآله). ففي الكافي: 1 / 222 عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (يمصون الثماد ويدعون النهر العظيم! قيل له: وما النهر العظيم؟ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله عز وجل جمع لمحمد سنن النبيين من آدم وهلم جرا إلى محمد. قيل له: وما تلك السنن؟ قال: علم النبيين بأسره. وإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) صير ذلك كله عند أمير المؤمنين (عليه السلام)! فقال له رجل: يا ابن رسول الله فأمير المؤمنين أعلم أم بعض النبيين؟ فقال أبو جعفر: إسمعوا ما يقول؟ إن الله يفتح مسامع من يشاء! إني حدثته أن الله جمع ل محمد (صلى الله عليه وآله) علم النبيين وأنه جمع ذلك كله عند أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهو يسألني: أهو أعلم أم بعض النبيين)؟!
وفي الكافي: 1 / 224 عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أول وصي كان على وجه الأرض هبة الله بن آدم، وما من نبي مضى إلا وله وصي، وكان جميع الأنبياء مائة ألف نبي وعشرين ألف نبي، منهم خمسة أولو العزم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد، وإن علي بن أبي طالب كان هبة الله لمحمد، وورث علم الأوصياء وعلم من كان قبله، أما إن محمدا ورث علم من كان قبله من الأنبياء والمرسلين). انتهى.
المسألة الثانية: معنى قوله (عليه السلام) أموت بالسم كما مات رسول الله (صلى الله عليه وآله) والمعنى الذي فهمه السنيون أنه يقصد بسم النبي (صلى الله عليه وآله) حادثة خيبر حيث أهدى اليهود إلى النبي (صلى الله عليه وآله) شاة مشوية مسمومة فأكل منها لقمة فنطق اللحم بإذن الله بأنه مسموم، وقد أثرت تلك اللقمة في بدن النبي (صلى الله عليه وآله) فكانت وفاته بعد سنتين بسببها! ففي الجامع الصغير: 2 / 497: (ما زالت أكلة خيبر تعتادني كل عام، حتى