يقول: من هذا الذي يخطب؟ فقال الحسين (عليه السلام): نحن حزب الله الغالبون، وعترة رسول الله (صلى الله عليه وآله) الأقربون وأهل بيته الطيبون وأحد الثقلين اللذين جعلنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثاني كتاب الله تبارك وتعالى الذي فيه تفصيل كل شئ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والمعول علينا في تفسيره، لا يبطينا تأويله، بل نتبع حقايقه. فأطيعونا فإن طاعتنا مفروضة أن كانت بطاعة الله ورسوله مقرونة، قال الله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا. وقال: ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا. وأحذركم الإصغاء إلى هتوف الشيطان بكم فإنه لكم عدو مبين فتكونوا كأوليائه الذين قال لهم: لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني برئ منكم! فتلقون للسيوف ضربا وللرماح وردا وللعمد حطما وللسهام غرضا ثم لا يقبل من نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا! قال معاوية: حسبك يا أبا عبد الله قد بلغت). وقد تفرد الطبرسي بنسبة هذه الخطبة إلى الإمام الحسين ونسبها غيره إلى الإمام الحسن (عليهما السلام) بعد البيعة له، كما في أمالي المفيد / 348، وأمالي الطوسي / 121، و 691، والعدد القوية / 34، بتفاوت في بعض ألفاظها.
8 - جوابه لمعاوية عن يقين علي (عليه السلام) وشجاعته (دخل الحسين بن علي (عليهما السلام) على معاوية فقال له: ما حمل أباك على أن قتل أهل البصرة ثم دار عشيا في طرقهم في ثوبين؟ فقال (عليه السلام): حمله على ذلك علمه أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه. قال: صدقت). (التوحيد للصدوق / 375).