لا يقول بالجبرية والقدر الذي يقولون به! وقد اتهموا بها كثيرين، ومنهم شيعة مثل إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي أستاذ مالك بن أنس. (سير الذهبي: 8 / 450) الدميري والدمشقي يرويان تشيع معاوية ويتضح تشيعه من خطبته التي رواها الدميري في حياة الحيوان: 1 / 98، وابن الدمشقي في جواهر المطالب: 2 / 261، واللفظ للأول: (وذكر غير واحد أن معاوية بن يزيد لما خلع نفسه صعد المنبر فجلس طويلا، ثم حمد الله وأثنى عليه بأبلغ ما يكون من الحمد والثناء، ثم ذكر النبي (ص) بأحسن ما يذكر به، ثم قال:
يا أيها الناس، ما أنا بالراغب في الإئتمار عليكم لعظيم ما أكرهه منكم، وإني لأعلم أنكم تكرهوننا أيضا لأنا بلينا بكم وبليتم بنا! ألا إن جدي معاوية قد نازع في هذا الأمر من كان أولى به منه ومن غيره لقرابته من رسول الله وعظم فضله وسابقته، أعظم المهاجرين قدرا وأشجعهم قلبا وأكثرهم علما وأولهم إيمانا وأشرفهم منزلة وأقدمهم صحبة ابن عم رسول الله وصهره وأخوه، زوجه النبي ابنته فاطمة وجعله لها بعلا باختياره لها وجعلها له زوجة باختيارها له أبو سبطيه سيدي شباب أهل الجنة وأفضل هذه الأمة، تربية الرسول وابني فاطمة البتول من الشجرة الطيبة الطاهرة الزكية، فركب جدي منه ما تعلمون وركبتم معه ما لا تجهلون، حتى انتظمت لجدي الأمور.
فلما جاءه القدر المحتوم واخترمته أيدي المنون بقي مرتهنا بعمله فريدا في قبره، ووجد ما قدمت يداه ورأى ما ارتكبه واعتداه!
ثم انتقلت الخلافة إلى يزيد أبي فتقلد أمركم لهوى كان لأبيه فيه، ولقد كان أبي يزيد بسوء فعله وإسرافه على نفسه غير خليق بالخلافة على أمة محمد، فركب هواه واستحسن خطاه، واقتحم على ما أقدم من جرأته على الله، وبغيه