يوم شات وهو في الشمس وعليه برنسة فكأنه غول، فقال لي من أنت؟ فأخبرته فبكى وقال: كيف أبوك وكيف أهلك؟ قلت: صالحون، قال: في أي شئ تتردد منذ سنة؟ قلت: في خطبة الحسن بن علي بعد وفاة أبيه فقال: حدثني هبيرة بن مريم قال: خطب الحسن...) (شرح النهج: 16 / 30)، ولم يزد على ما تقدم منها فقط!!
وتدل الفقرات التي وصلت الينا على أن الإمام الحسن (عليه السلام) بين في خطبته مكانة أمير المؤمنين وأهل البيت (عليهم السلام)، وكشف جانبا من مؤامرة قبائل قريش عليهم، وحذر من الفتنة الأموية على الإسلام، ودعا المسلمين مجددا إلى جهادهم، مؤكدا خط أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) وجهوده لإعادة العهد النبوي.
ويظهر أن شهادة أمير المؤمنين (عليه السلام) وخطبة الإمام الحسن (عليه السلام) كان لهما تأثير عميق في الناس، وأن كانت بيعتهم له بالإجماع: راجع من مصادرنا: شرح إحقاق الحق: 4 / 416، و: 19 / 348، و 24 / 118، و: 33 / 18، والدر النظيم / 507، والبحار: 44 / 21، وبشارة المصطفى / 369. ورواها من مصادر السنة بنحو ما تقدم: الطبراني في الأوسط: 3 / 87، والحاكم: 3 / 172، وينابيع المودة: 1 / 74، و: 3: 363 وشرح النهج: 16 / 30، كما روت عامة مصادرهم الفقرة الأولى منها، كالطبراني في الكبير: 3 / 80 وابن سعد في الطبقات: 3 / 38، وابن حنبل في مسنده: 1 / 199، و 548 وفضائل الصحابة: 1 / 548، والنسائي في السنن الكبرى: 5 / 112، وأبو يعلى في مسنده: 6 / 169، وابن حبان في صحيحه: 9 / 45).
أهداف الإمام الحسن (عليه السلام) من خلافته الإمام الحسن (عليه السلام) على بصيرة من ربه، كان يرى أن الأمة آخذة في الانهيار بين يدي أبيه (عليهما السلام) وقد ظهرت بوادر استسلامها لموجة بني أمية! لكنه أراد أن يستغل مدة خلافته القصيرة، وبالأحرى ما تبقي لخلافة أبيه (عليهما السلام)، لتحقيق هدفين:
الأول، تركيز مشروع أبيه لإعادة العهد النبوي بكل ما يمكنه من قول وفعل.
والثاني، تقليل خسائر الانهيار وخسائر الصلح المفروض عليه إلى أقل حد