وأنشدكم الله ألستم تعلمون أنه كان صاحب راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم بدر وأن راية المشركين كانت مع معاوية ومع أبيه، ثم لقيكم يوم أحد ويوم الأحزاب ومعه راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعك ومع أبيك راية الشرك، وفي كل ذلك يفتح الله له ويفلج حجته، وينصر دعوته، ويصدق حديثه، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) في تلك المواطن كلها عنه راض، وعليك وعلى أبيك ساخط!
وأنشدك الله يا معاوية أتذكر يوما جاء أبوك على جمل أحمر وأنت تسوقه وأخوك عتبة هذا يقوده، فرآكم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: اللهم العن الراكب والقائد والسائق! أتنسى يا معاوية الشعر الذي كتبته إلى أبيك لما هم أن يسلم تنهاه عن ذلك: يا صخر لا تسلمن يوما فتفضحنا بعد الذين ببدر أصبحوا فرقا...
إلى آخر هذه المناظرة القاصعة القاصمة، التي تألق فيها المنطق النبوي، وهدر فيها الخطاب العلوي، بما يشفي صدور المؤمنين، وتضمنت حقائق ساطعة عن النبي (صلى الله عليه وآله) وعترته الطاهرة (عليهم السلام)، وكشفت حقائق فاضحة عن بني أمية وابن العاص والمغيرة وأضرابهم! وفي أعيان الشيعة: 1 / 574 أن ابن الجوزي رواها مختصرة. ورووا في مصادرهم فقرات منها، لكنهم يخفون أنها من تلك المناظرة التاريخية!
4 - مناظرات ابن عباس مع معاوية روت المصادر مناظرات متعددة لابن عباس (رحمه الله) مع معاوية، في المدينة ومكة والشام، نكتفي منها بما رواه الحاكم في المستدرك: 3 / 467، في حج معاوية سنة 44 قال: (معروف بن خربوذ المكي قال: بينا عبد الله بن عباس جالس في المسجد ونحن بين يديه إذ أقبل معاوية فجلس إليه، فأعرض عنه ابن عباس فقال له معاوية: مالي أراك معرضا، ألست تعلم أني أحق بهذا الأمر من ابن عمك؟ قال: