3 - معاوية صاحب الرقم القياسي في قتل معارضيه بالسم وغيره!
تقدم في فصل الذين قتلهم معاوية، قوله: (إن لله جنودا من عسل) وقوله: (لا جد إلا ما أقعص عنك من تكره)! أي: أجمل ما في الحياة إبادة المعارضين!
وقد كان له هدف آخر يسعى اليه في الإمام الحسن (عليه السلام) هو أن يأخذه في العراق أسيرا، فيمن على بني هاشم بجعله طليقا، ويذهب عن بني أمية وقريش عار الطلقاء، ويجعلها واحدة بواحدة مع بني عبد المطلب ويمن عليهم بها!
فقد قال الإمام (عليه السلام): (والله لئن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير، أو يمن علي فيكون سنة على بني هاشم آخر الدهر لمعاوية لا يزال يمن بها وعقبه على الحي منا والميت). (معجم أحاديث الإمام المهدي (عليه السلام): 3 / 166، مع مصادره).
أما بعد أن انتهت حالة الحرب وعقد الصلح على أن بني هاشم وشيعتهم وجميع المسلمين آمنون، لا يبغي لهم معاوية غائلة، ولا يلاحقهم في سابقة.. فلم يبق أمامه إلا قتله بالسم! وأهم شئ أن يجد شخصا من عائلته أو خدمه يضع السم في طعامه أو شرابه، وقد استطاع معاوية أن يجند جعدة بنت الأشعث!
وقد قال الإمام الحسن (عليه السلام) إنه سقي السم مرارا كان آخرها على يد جعدة أو جعيدة بنت الأشعث بن قيس عميل معاوية، والعدو اللدود لعلي وأبنائه (عليهم السلام).
ففي سير أعلام النبلاء: 3 / 274: (قال قتادة: قال الحسن للحسين: قد سقيت السم غير مرة ولم أسق مثل هذه). وفي تهذيب الكمال: 6 / 251: (لقد لفظت طائفة من كبدي أقلبها بهذا العود، ولقد سقيت السم مرارا وما سقيته مرة هي أشد من هذه) (وأسد الغابة: 2 / 15, وحلية الأولياء: 2 / 38، وصفة الصفوة: 1 / 761، والاستيعاب: 1 / 390، والمنتظم: 5 / 225 والتحفة اللطيفة للسخاوي: 1 / 283، وذخائر العقبى / 141، وطبقات الشعراني / 17، ونهاية الإرب / 4449 وكشف الغمة: 2 / 190, وجواهر المطالب: 2 / 209 وتاريخ المدينة: 1 / 110, والنصائح الكافية / 86). واتفاق هؤلاء على نقل شهادة الإمام الحسن (عليه السلام) بأنه قتل مسموما بيد جعدة وفي عدد من المصادر بأمر معاوية، يكفي لإدانة معاوية.
* *