انهيار الدولة السفيانية وقيام الدولة المروانية كانت السنوات العشر، ابتداء من هلاك يزيد سنة 64 هجرية إلى انتهاء حركة ابن الزبير سنة 73، سنوات اضطراب سياسي واجتماعي وفكري.
ذلك أن شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) والعترة النبوية في كربلاء كانت حدثا ضخما هز وجدان الأمة الإسلامية، وهز نظام الحكم الأموي من أساسه! وكان أول تداعياته في الأمة ثورة أهل المدينة بقيادة بقية الصحابة وكبار التابعين، والتي قمعها يزيد، واستباح المدينة بوحشية أشد من وحشية المغول.
ثم كانت أول تداعياته على النظام الأموي هلاك يزيد فجأة وهو في أوج عمره وسلطته، ثم مجئ ابنه الخليفة الجديد وإدانته لكل سياسة أبيه وجده وأسرته، ومحاولته نقل الخلافة إلى عترة النبي (صلى الله عليه وآله)! الأمر الذي أدى إلى تزلزل النظام الأموي في كافة البلاد حتى في عاصمته دمشق! وتتابعت أحداثه حتى انتهت دولة آل أبي سفيان وسيطر مروان بن الحكم وأولاده على الحكم!
اعترفوا بأن مروان ملعون ابن ملعون وزغ ابن وزغ!
أجمعت روايات المسلمين على أن الحكم بن أبي العاص أبا مروان، كان من أشد مشركي قريش عداوة لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله)! قال ابن سعد: 1 / 200: (وكان أهل العداوة والمبادأة لرسول الله (ص) وأصحابه الذين يطلبون الخصومة والجدل: أبو جهل بن هشام، وأبو لهب بن عبد المطلب، والأسود بن عبد يغوث، والحارث