ممكن، وضمان ما يمكن ضمانه من مصلحة الإسلام والأمة، مع علمه أن معاوية لا يفي لأحد بعهد ولا ذمة! فقد أنزل الله فيه وفي أسلافه: لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون. (التوبة: 10).
الإمام الحسن (عليه السلام) يؤكد الحجة على معاوية والأمة بدأ الإمام الحسن (عليه السلام) بدعوة الأمة إلى القيام بواجبها في جهاد عدوها، وأخذ بترتيب عماله في المناطق التي تخضع لسلطته، وأرسل رسالة إلى معاوية يثبت فيها حقه، ويؤكد عليه الحجة ويدعوه إلى البيعة والطاعة.
(كتب الحسن إلى معاوية مع حرب بن عبد الله الأزدي: من الحسن بن علي أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد فإن الله جل جلاله بعث محمدا رحمة للعالمين ومنة للمؤمنين وكافة للناس أجمعين لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، فبلغ رسالات الله، وقام بأمر الله حتى توفاه الله غير مقصر ولا وان $، وبعد أن أظهر الله به الحق ومحق به الشرك، وخص به قريشا خاصة فقال له: وإنه لذكر لك ولقومك، فلما توفي تنازعت سلطانه العرب فقالت قريش: نحن قبيلته وأسرته وأولياؤه ولا يحل لكم أن تنازعونا سلطان محمد وحقه، فرأت العرب أن القول ما قالت قريش وأن الحجة في ذلك لهم على من نازعهم أمر محمد، فأنعمت لهم وسلمت إليهم.
ثم حاججنا نحن قريشا بمثل ما حاججت به العرب، فلم تنصفنا قريش إنصاف العرب لها، إنهم أخذوا هذا الأمر دون العرب بالإنتصاف والاحتجاج، فلما صرنا أهل بيت محمد (صلى الله عليه وآله) وأولياءه إلى محاجتهم، وطلب النصف منهم