ملاحظات على نصوص عهد الصلح 1 - السبب في تفاوت الشروط وتعارضها نقلت مصادر الحديث والتاريخ أخبار المفاوضات والرسل بين الإمام الحسن (عليه السلام) ومعاوية، بين المدائن ومنبج، وفقرات متعددة من شروط الصلح الذي تم التوصل اليه، واتفقت على أن معاوية أرسل إلى الإمام الحسن (عليه السلام) سجلا أو رقا أبيض مختوما، ليكتب فيه ما يريد من شروط، كما أرسل له زعيمين من بني أمية ليضمنا للإمام (عليه السلام) وفاء معاوية بهذه الشروط!
لكن أين صارت نسخة هذا الرق؟! لقد فقدت نسخته لأن نشرها ليس من مصلحة معاوية كما سيأتي، ولأنه توجد ثلاث وثائق على الأقل في عهد الصلح غير الرق، فقد تقدم من البلاذري نص وثيقة كتبها معاوية ووقعها وأرسلها إلى الإمام الحسن (عليه السلام)، وثانية كتبها الإمام الحسن (عليه السلام) ووقعها، وأرسلها إلى معاوية ووقع عليها: (هذا كتاب للحسن بن علي من معاوية بن أبي سفيان، إني صالحتك على أن لك الأمر من بعدي، ولك عهد الله وميثاقه وذمته وذمة رسوله محمد، وأشد ما أخذه الله على أحد من خلقه من عهد وعقد، لا أبغيك غائلة ولا مكروها.... فكتب الحسن: بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما صالح عليه الحسن بن علي معاوية بن أبي سفيان، صالحه على أن يسلم إليه ولاية أمر المسلمين، على أن يعمل فيها بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة الخلفاء الصالحين، وعلى أنه ليس لمعاوية أن يعهد لأحد من بعده.... الخ.).
بل ذكرت النصوص وثيقة ثالثة كتبها الإمام الحسن (عليه السلام). أما المقدسي فقد نص على أن الصلح تضمن عهدا ثالثا خاصا بالخلافة، قال: (وكتب في تسلم الأمر كتابا على أن يعمل بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة الخلفاء الماضين، وأن لا يعهد بعده إلى أحد ويكون الأمر شورى... الخ.). ويدل قوله: (وكتب في تسلم الأمر كتابا) على