تصديقا لك. فقال الحسن (عليه السلام) متمثلا:
الحق أبلج ما يضل سبيله *. والحق يعرفه ذووا الألباب).
أقول: معنى قول الإمام (عليه السلام): (أنا ابن أعراق الثرى): أنا ابن إبراهيم (عليه السلام) وذريته وكان الأئمة من أهل البيت النبوي (عليهم السلام) يقولونه عند الشدة أو الاضطرار إلى الفخر وهو هنا طعن في نسب معاوية وبني أمية إلى إسماعيل (عليه السلام).
ومعنى قول الشعبي معاوية كالجمل الطب: أنه يتكلم وينظر رد الفعل، فيستمر في موضوعه أو يتراجع عنه حسب الجو! قال ابن قتيبة في غريب الحديث: 2 / 138 (في حديث معاوية أن الشعبي وصفه فقال: كان كالجمل الطب، يأمر بالأمر فإن سكت عنه أقدم، وإن رد عنه تأخر). (والنهاية لابن الأثير: 3 / 110، والفائق: 2 / 355، وغيرها).
2 - ندم معاوية على طلبه من الإمام (عليه السلام) أن يخطب!
روى في مناقب آل أبي طالب: 3 / 178، خطبة للإمام الحسن (عليه السلام) تشبه أن تكون في الشام، قال: (المنهال بن عمرو: إن معاوية سأل الحسن أن يصعد المنبر وينتسب، فصعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس، من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فسأبين له نفسي بلدي مكة ومنى، وأنا ابن المروة والصفا وأنا ابن النبي المصطفى، وأنا ابن من علا الجبال الرواسي، وأنا ابن من كسا محاسن وجهه الحياء، أنا ابن فاطمة سيدة النساء، أنا ابن قليلات العيوب نقيات الجيوب. وأذن المؤذن فقال: أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله، فقال لمعاوية: محمد (صلى الله عليه وآله) أبي أم أبوك؟ فإن قلت ليس بأبي فقد كفرت وإن قلت نعم فقد أقررت! ثم قال: أصبحت قريش تفتخر على العرب بأن محمدا منها، وأصبحت العجم تعرف حق العرب بأن محمدا منها، يطلبون حقنا ولا يردون