كان هذا أوان قطع أبهري (شرياني)). (ونحوه تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة / 169، وأسد الغابة: 1 / 23، كما روت ذلك مصادرنا كما في المناقب: 1 / 81، ومختصر بصائر الدرجات / 15) لكن المقصود لأئمتنا (عليه السلام) مع ذلك أو بدونه، هو أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد سم في مرض وفاته بالدواء الذي نهاهم أن يسقوه إياه عندما يغمى عليه! ومع ذلك سقوه فأفاق وغضب من فعلهم وأمرهم أن يشربوا منه جميعا إلا بني هاشم! وقد روته صحاحهم فقال بخاري: 7 / 17: (قالت عائشة: لددناه في مرضه فجعل يشير الينا أن لا تلدوني، فقلنا كراهية المريض للدواء. فلما أفاق قال: ألم أنهكم أن تلدوني؟! قلنا: كراهية المريض للدواء، فقال: لا يبقى في البيت أحد إلا لد وأنا أنظر! إلا العباس فإنه لم يشهدكم). ورواه الحاكم: 4 / 202، وفيه: والذي نفسي بيده لا يبقى في البيت أحد إلا لد إلا عمي. قال فرأيتهم يلدونهم رجلا رجلا... فلد الرجال أجمعون، وبلغ اللدود أزواج النبي فلددن امرأة امرأة)! انتهى.
ولا أستبعد أن يكون الدواء مأخوذا من اليهود فنهى الله نبيه (صلى الله عليه وآله) عن استعماله، أو يكون اليهود وجدوا منفذا إلى طعام النبي (صلى الله عليه وآله) وشرابه ودوائه، فقد كانت عدة يهوديات يترددن على نسائه، ولا يتسع المجال لهذا البحث.
المسألة الثالثة: معنى قولهم (عليهم السلام): ما منا إلا مسموم أو مقتول!
وقد نص أهل البيت (عليهم السلام) على ذلك في أربع روايات، اثنتان منها عن الإمام الحسن (عليه السلام) واثنتان عن الإمام الرضا (عليه السلام). ففي كفاية الأثر / 226: (عن جنادة بن أبي أمية قال: دخلت على الحسن بن علي (عليهما السلام) في مرضه الذي توفي فيه وبين يديه طشت يقذف فيه الدم ويخرج كبده قطعة قطعة من السم الذي أسقاه معاوية لعنه الله فقلت: يا مولاي ما لك لا تعالج نفسك؟ فقال: يا عبد الله بماذا أعالج الموت؟! قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون. ثم التفت إلي وقال: والله إنه لعهد عهده إلينا