يسرني حمر النعم وأن أنقضه، ولو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت).
وقال ابن قيم في حاشيته: 8 / 101: (فهذا والله أعلم هو حلف المطيبين حيث تحالفت قريش (!) على نصر المظلوم وكف الظالم ونحوه). انتهى.
وقد اضطر الخلفاء بعد النبي (صلى الله عليه وآله) بسبب مدحه لحلف الفضول وتأكيده على شرعيته واستمراره، أن يأخذوه في اعتبارهم في تدوين قبائل العرب في ديوان العطاء، فبدؤوا ببني هاشم ثم بقبائل حلف الفضول ثم بقية قريش! (الأم للشافعي: 4 / 166، وسنن البيهقي: 6 / 364، والنووي: 19 / 381، وستعرف أن بني أسد ليسوا من حلف الفضول).
15 - هدف الإمام الحسين (عليه السلام) من إحياء حلف الفضول أحيا الإمام الحسين (عليه السلام) حلف الفضول في ظلامتين تعرض لهما: أولاهما أن معاوية كان من سياسته إفقار بني هاشم فأراد والي المدينة ابن أخيه السيطرة على بستان كبير كان استنبط ماءه وأنشأه أمير المؤمنين (عليه السلام) في وادي القرى (تيماء)! قال مصعب بن عمير: (خرج الحسين من عند معاوية فلقي ابن الزبير والحسين مغضب فذكر الحسين أن معاوية ظلمه في حق له فقال له الحسين: أخيره في ثلاث خصال والرابعة الصيلم (الحرب): أن يجعلك أو ابن عمر بيني وبينه، أو يقر بحقي ثم يسألني فأهبه له، أو يشتريه مني! فإن لم يفعل فوالذي نفسي بيده لأهتفن بحلف الفضول! فقال ابن الزبير: والذي نفسي بيده لئن هتفت به وأنا قاعد لأقومن، أو قائم لأمشين، أو ماش لأشتدن، حتى تفنى روحي مع روحك، أو ينصفك! قال: ثم ذهب ابن الزبير إلى معاوية فقال: لقيني الحسين فخيرني في ثلاث خصال والرابعة الصيلم! قال معاوية: لا حاجة لنا بالصيلم إنك لقيته مغضبا فهات الثلاث خصال، قال: تجعلني أو ابن عمر بينك وبينه، فقال قد جعلتك بيني وبينه أو ابن عمر أو جعلتكما جميعا، قال: أو تقر له بحقه وتسأله إياه، قال فأنا